كتب أحمد حسن بكر (المصريون): | 19-10-2010 01:08 قال أنطونيوس نجيب، بطريرك الكنيسة القبطية الكاثولكية في الإسكندرية في مؤتمر الأساقفة الكاثوليك في الشرق الاوسط الذي يستمر أسبوعين بالفاتيكان لبحث أوضاع وقضايا كنائس الشرق الأوسط إن "الأوضاع الإجتماعية والسياسية في مصر ودول الشرق الأوسط لها تأثير مباشر على المسيحيين، الذين يشعرون بالآثار السلبية المترتبة عليها بقوة أكبر".
وأضاف في كلمته أمس: "بينما ندعو لإدانة العنف أيا كان مصدره، فإننا وفى نفس الوقت ندعو الى حل عادل ودائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ونعرب عن تضامننا مع الشعب الفلسطيني، لأن الأوضاع الراهنة تشجع الأصولية. كما ندعو الساسة فى العالم أن يعطوا اهتماما كافيا لهذا الوضع المأساوي للمسيحيين في العراق الذين هم الضحايا الرئيسيون للحرب وآثاره".
واعتبر في كلمته خلال المؤتمر الذي يستمر حتى 24 أكتوبر الجاري، بعنوان "وضع المسيحيين فى الشرق الأوسط"، وبحضور البابا بينديكت السادس عشر بابا الفاتيكان، أن "إعلان الإنجيل وإعلان المسيح لجميع الشعوب من الواجبات العليا لكنائسنا المصرية وجميع الكنائس".
وتابع قائلا: "الكنائس لدينا بحاجة إلى إيقاظ الحماس للمهام التبشيرية، وتجديد معناه ومغزاه، وإنه بالحماس تولد الدينامية نحو التبشير، حيث يعتبر التبشير ضرورة ملحة لإخواننا المؤمنين، لا سيما في المناصب القيادية في حياة الكنيسة".
ودعا بطريرك الكنيسة القبطية الكاثولكية بالإسكندرية إلى عدم تسيس الدين، قائلا: "يجب عدم تسييس الدين، وأن لا يكون للدولة أسبقية على الدين، وأن يكون لوسائل الإعلام الحديثة من "المدونات على الانترنت وإذاعة، وتلفزيون دور فعال في هذا".
ورأى إن "وسائل الإعلام المشار إليها توفر وسيلة قوية لنشر الرسالة المسيحية، لمواجهة التحديات التي تواجهها، والتواصل مع المؤمنين من الشتات"، موضحا أن القيادات الكنسية بالمناصب العليا في حاجة إلى تكوين لتحقيق هذه الغايات للمسيحيين الشرقيين، ويجب أن يلتزموا بالعمل من أجل المصلحة العامة لهم.
وشدد على أن "الحرية الدينية هي عنصر أساسي من حقوق الإنسان" ورأى أنه "غالبا ما يرتبط انعدام الحرية الدينية مع الحرمان من الحقوق الأساسية، وحرية العبادة هى جانب من جوانبها، والحرية الدينية مكفولة في معظم بلداننا بموجب الدستور، لكن حتى الآن في بعض البلدان، ومنها مصر فإن بعض الافعال والممارسات تحد من نص الدستور على حرية العبادة"، على حد قوله.
وحذر ممثل الكنيسة المصرية من هجرة المسيحيين من مصر و دول عربية أخرى إلى أوروبا والولايات المتحدة وأستراليا قائلا: "الهجرة واحدة من التحديات الرئيسية التي تهدد وجود المسيحيين في بعض البلدان في الشرق الأوسط".
وعزا أسباب هذه الظاهرة "المقلقة" إلى "الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وصعود الأصولية، والتضييق على الحريات والمساواة، وقد تفاقمت بشدة من جراء النزاع الاسرائيلي الفلسطيني والحرب في العراق".
وأضاف "على الرغم من أن الهجرة هي حق طبيعي للأفراد بإختيارهم الحر خاصة الذين يعيشون في ظروف قاسية، إلا لأنه يتوجب على الكنيسة تشجيع المؤمنين التابعين لها بالبقاء ببلدانهم وعدم الهجرة".
وعن المخاطر التي تهدد المسيحيين في مصر وفي بلدان الشرق الأوسط، قال بطريرك الإسكندرية "الخطر الذي يهدد المسيحيين في الشرق الأوسط لا يأتي فقط من وضعهم باعتبارهم أقلية، أو من التهديدات الخارجية، لكنه يأتي من بعدهم عن الإنجيل وعن الحقيقة، وهذا يمثل الخطر الأكبر على المسيحية، ويعتبر أخطر من أي تهديد آخر".
وقال إن "المأساة الحقيقية للإنسان ليس عندما يعاني بسبب مهمته، لكن عندما لم يعد لديه مهمة ويفقد بذلك المعنى والهدف في حياته".
ودعا في كلمته التي نشرت باللغة الإنجليزية على موقع الفاتيكان أمس إلى تشجيع إقامة علاقات وتعاون بين الكنائس فى الشرق الاوسط بينها وبين بعضها، وبين الكنائس اللاتينية، ومع كنائس الشتات، وجميع الكنائس الاخرى، وكذا توثيق العلاقة بين قادة تلك الكنائس والكرسى البابوي في الفاتيكان.
وأشار إلى الصراع الإسرائيلى الفلسطيني، لافتا إلى تأثيره على العلاقات بين المسيحيين واليهود، لكنه أكد لأن الكنائس المصرية ترفض معاداة السامية، لأو معاداة اليهود، فيما دعا إلى حوار مثمر بين المسلمين والمسيحيين ليعرف بعضهم البعض بشكل أفضل، من خلال مبادرات تدعو إلى "السلام والتضامن، ونبذ العنف".
واعتبر أن الكنائس الشرقية هي الأكثر تأهيلا لتعزيز الحوار بين المسيحية والأديان الأخرى مع الإسلام، وأرجع هذا إلى تاريخ وجود تلك الكنائس، ودعا إلى تجنب أي هجوم استفزازي، أو أي عمل مهين أومواقف معادية للإسلام، وأن تُجرى حوارات حقيقية. | |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق