الجمعة، 5 نوفمبر 2010

مفتوحة الرجلين







وفتحتِ رجليكِ !

( قصة قصيرة )

بقلم / محمود القاعود

ينظر الأستاذ ” حزقيال “ فى المرآة ، ويُحدث نفسه :

ما هذا الجمال ؟! هل عميت تلك الفتاة ؟! حتماً سأوقع بها مهما طال الزمان .. تصطنع شرفاً زائفا وكاذباً وكأننى لا أعرف حقيقة أفعالها ” النجسة ” !

يربط ” جرافتته “ ويلبس ساعة اليد ويرتدى نظارته السوداء ويضع شيئاً من البارفان فوق ملابسه ووجهه ، يجلس فوق كرسيه ” الهزاز ” ويتناول قدحاً من القهوة لا يكون له أى معنى إلا إذا نفث بجواره التبغ ، يستمع إلى ” وردة ” وهى تُغنى ” حبك مفرحنى فرحة طير بطيرانه .. حُبك مريحنى راحة الروض لأغصانه ” يشعر بانتشاء وسعادة غامرة .

ينزل على درجات السلم وكأنه يطير من الفرحة ، أقسم ألا يهدأ له بال إلا إذا نال من ” راشيل ” تلك الطالبة الفاتنة التى حيرت الرجال والشباب وعُرفت بسوء سلوكها ونجاسة أفعالها !

يدخل الأستاذ ” حزقيال ” الفصل ويصطنع غضباً حتى ينشر جواً من الهلع بين الطالبات ، يُشير إلى ” راشيل ” بانفعال وصوت مرتفع : أنتِ !

- أنا ؟!

- هل تعتقدين أنى أُشير إلى غيرك ؟

ترد بخوف وفزع : نعم يا أستاذ ؟ هل صدر منى شئ ؟

- انهضى وامسحى السبورة ..

- حاضر يا أستاذ ..

وتنهض ” راشيل ” وتمسح السبورة ويرمقها الأستاذ ” حزقيال ” بنظرات اشتهاء ، وتجلس مكانها بعد أن فرغت من مسح ” السبورة ” .

هيا افتحن كتاب الأحياء على ” الفصل السادس عشر ” سندرس اليوم التشريح الفسيولوجى للجهاز التناسلى للمرأة .

تطرق البنات خجلاً فى الأرض ، ويلحظ القلق البادى على وجه ” راشيل ” فيضحك من داخله ويُردف :

دعونا نتكلم عن الموضوع ببساطة :

زميلتكم ” راشيل ” عندها خلفية عن موضوع اليوم !!

الدهشة تعقد لسان البنات ، ويتطلعن لوجه الأستاذ وكأنهن تقلن له : هات ما عندك ، أكمل !

تعالى يا ” راشيل ” !

يدق قلب ” راشيل ” بعنف شديد ، تود لو أن الأرض تنشق وتبلعها ..

هيا تعالى لتقفى أمام زميلاتك ..

لا تنهض ” راشيل ” وتنهض وتقف أمام زميلاتها ، يتصبب وجهها عرقا .

- ” راشيل ” !

- نعم يا أستاذ ؟

- لقد . نهد ثدياك ونبت شعر عانتك !!

البنات لا يُصدقن ما يسمعن ..

يُكرر الأستاذ ما قاله : لقد نهد ثديا ” راشيل ” ونبت شعر عانتها ”

وتنهض إحدى الطالبات محتجة على وقاحة أستاذهن :

- يا أستاذ موضوعنا اليوم ليس له أية علاقة بكلامك التافه المخزى ، فهلا كففت عن هذا الكلام وإلا تقدمنا ضدك بشكوى لمدير المدرسة لينقلك من هنا !

ويُرد الأستاذ فى حزم وقوة : ومن أذن لك بالكلام ؟

- ما قلته لا يحتاج إلى استئذان ، ولو سكتنا على كلامك هذا لوصمتنا أنت بأننا ساقطات لا نعترض على كلامك ” الساقط ” !!

- اخرجى أيتها الملعونة ولا تحضرى هنا أبداً أثناء وجودى طوال العام !

تخرج الفتاة ، ويواصل الأستاذ حديثه :

- لقد هدفت من هذا الكلام أن اشرح حقيقة موجودة فى جميع أنحاء الأرض ، وهى أن كل فتاة تكبر فى العمر ينهد ثدياها وينبت شعر عانتها ! زميلتكن المعترضة تفهم الكلام بحرفية لأن عقلها ليس به سوى الجنس !

يا بنات : هذا هو ما يُريده الشيطان وهو أن يجعل الإنسان يرى الكلام ” الطاهر ” غير طاهر !!

ويُوجه حديثه إلى ” راشيل ” :

أنت يا راشيل : ” أكثرت من زناك وفتحت رجليك لكل عابر ” سواء من داخل المدرسة أو من خارجها وعشقت ِ مدرسى الفيزياء والكيمياء واللغة الإنجليزية الذين أُيورهم كأيور الحمير ومنيهم كمنى الخيل !!!

قامت البنات فى وقت واحد استعدادن للهجوم على الأستاذ السافل ، وقد شعر بأنه خرج عن حدود الأدب ، فأياً كانت تصرفات الفتاة فلا يحق له أن يتحدث عنها بهذا الشكل الوقح أمام الطالبات .

فاستدرك قبح كلامه قائلاً : لقد حاولت أن أُصور لكن ما تفعله زميلتكم لأن أفعالها تلك لا تُرضى إنسان ، لقد فهمتن كلامى بمعناه ” الحرفى ” لا ” الروحى ” ألا يقولون ” الحرف يقتل ” ؟؟!!

مشكلتكن أنكن تفكرن بالشهوة والجسد لا بالروح !!

شعرت ” راشيل ” بتقدم الفتيات نحو الأستاذ ، فما كان منها إلا أن صفعته على عينيه ، وخلعت الفتيات أحذيتهن وانهلن ضرباً على رأس الأستاذ الذى ظل يصرخ :

إنكن ترتدين منظار الشيطان الذى يحجب عنكن رؤية الحق ! أنتن شهوانيات ! أنتن لا تفهمن ماذا وراء كلامى السامى الروحى !

اخبريهم يا ” راشيل ” بمقصد كلامى !

ترد راشيل : اخرس يا ابن الكلب يا مجرم !

لن تفهمن إلا إذا حلت عليكن ” الروح القدس “

ترد البنات فى نفس واحد : ولن تحل علينا إلا إذا أخرجنا روح أمك !

( تمت )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق