الثلاثاء، 1 يونيو 2010

الجهاد بالمايوه الشرعى- تحقيق الاستاذ عصام ابن احمد مدير- التنصير فوق صفيح ساخن

الجهاد بالمايوه الشرعي

28096_130635830281545_130633356948459_346767_3472282_n

نقرأ هذه السورة كل جمعة!!

سفينة "الحرية لغزة" التركية

كتب / عصام بن أحمد مدير

كل البوارج والسفن والغواصات الحربية العربية والاسلامية في كفة وسفينة أسطول "الحرية لغزة" في كفة أخرى وكفة الأخيرة أثقل بكثير. بل إن كل السلاح العربي وكل جنود المسلمين من جيوشنا بلا تأثير وجيوش الأفراد غير المسلحين على سفينة مدنية قد أرعبوا الصهاينة و"افقدوهم صوابهم"، بحسب تعبير الكاتب البريطاني المنصف روبرت فيسك، لو كان للاسرائيليين صواب أساساً.

درس اسطول الحرية الاكبر لشبابنا الاسلامي هو: أبواب الجهاد كثيرة ومتعددة. فكلمة الجهاد اصلها من بذل الجهد في سبيل الله اعلاء لكلمته ونصرة للمظلومين. فلا يحقرن أحد أي جهد فردي صادق مخلص مهما قلّ في عينه طالما كان هذا الجهد المبذول في سبيل الله، وانظروا ماذا فعل افراد على سفينة في الصهاينة!

إن تضييق مفهوم الجهاد واختزاله في أنماط معينة لم يجلب علينا سوى الخيبة والخسارة، أما توسيع مفهوم الجهاد ليشمل ما قام به أفراد سفينة الحرية لغزة فهو نقطة تحول تاريخية سيكون لها ما بعدها إن شاء الله.

وعلى ضوء ذلك أقول بمنتهى الجدية ولست أسخر:

الجهاد الجديد اليوم صار بـ "المايوه الشرعي" على رحلة "كروز بحري" وربما صيد سمك أو "كابوريا"، بلا سلاح ولا حتى مطوة!

اسطول الحرية فتح هذا الباب ولن يغلق بإذن الله!

ولو كان احد قال لي ان مساكين يعملون على سفينة في البحر سيفعلون كل هذا في عرض بحر غزة ضد الصهاينة قبل امس ما كنت صدقته ابداً. ولكن عجباً لاحفاد العثمانيين الذين ارعب أجدادهم الاوربيين بمدافعهم وبنادقهم وهم اليوم يرعبون العالم المتحيز للصهاينة بلا سلاح على سفينة مدنية!!

ولقد "عشت وشفت" عصر اعلام الافراد بعد الانترنت وقد فاق اعلام المؤسسات وفرض نفسه، وعشت وشفت جهاد الافراد على سفينة غزة التي اخجلت كل محاضرات الشيوخ عن الجهاد في فلسطين وغزة فلا عذر بعد اليوم لهم إن لم يشتروا مايوه شرعي ويلحقوا بهم!

كانت معادلة شيوخ محاضرات الجهاد انه "لا راية الا باذن ولي الامر"!!! ولعلها مقولة حق أريد بها باطل… والنتيجة؟ تعددت الرايات والولاة وتفرق الجهاد ودماؤنا من بعده بين حناجر هؤلاء وفتاواهم المتخبطة حتى الامس الذي أبحرت فيه سفن الحربة ثم سكتوا!

الجميل في جهاد مساكين سفينة بحر غزة أن العالم كله لم ولن يقدر ان يتهمهم بالارهاب ولا عدوهم يقدر يرميهم بذلك.

ولو عدت إلى رسم الكاريكاتير لصورت فكرة رسم ساخر هكذا: "متطرف" بحزام ناسف حول خصره وقنبلة بيده يفكر في تفجير اخوته بشكل أهوج وأعمى بعد أن كفر الجميع بل حتى أهله!! الى جوار هذا الأحمق الرعديد يقف أخ تركي بسيط حول خصره عوامة سباحة وفي يده وردة لغزة. من المجاهد الحقيقي في الصورتين؟

ان جهاد سفينة غزة فرض احترامه على الغرب والعالم بأسره كما فرض صلاح الدين الأيوبي احترامه عليهم من قبل حتى أنهم انتجوا عنه افلاما سينمائية عديدة كلها اعجاب به!!

لا ابحث عن جهاد يرضى عنه العدو الغربي ولكن عن جهاد يخرس العدو الغربي ويقيم عليه الحجة ويقلب عليه الطاولة.

هل كنت تظن معي ولو للحظة أن اسطولا بحريا عربيا او اسلاميا يقدر على فك الحصار عن غزة؟ كلا! هل تظن ان سفن مدنية كالتركية تلك تقدر؟ ان شاء الله نعم ونعم كبرى!

وأقول مؤكداً: كفرت كفرا بواحا باعلام المؤسسات وبجهاد التنظيمات والجيوش النظامية كلها وبكل المؤسسات ولا أعول بعد الله الا على العمل الفردي الخلاق.

لما كتبت هذه العبارة في حساب مدونتي المصغرة على شبكة تويتر تسائل أخ فاضل من المتابعين: "لماذا القنوط؟"، وكان هذا بعضا من ردي عليه مشكوراً وفقني الله واياه:

أين القنوط من كلامي وانا كلي تفاؤل اليوم منذ الأمس؟ هل لاني كفرت باعلام مؤسساتنا وبجيوشنا النظامية؟ من ينتظر منها خيرا فربي يطول عمره! ولنقل انني مصاب بالقنوط فدوائي اذا ان نتقدم كافراد مثل اهل تلك السفينة ولا ننتظر المؤسسات ولا الانظمة عساهم يلحقوا بنا ان شاء الله.

لا اعلم سر تخوف مجتمعنا المحلي من عبارة "العمل الفردي الخلاق" وكأن صاحبه "مفارق للجماعة" أو "خوارجي"، او كانه نقيض العمل الجماعي المؤسساتي وخصيمه!!

ثم عاد الأخ الكريم ورد علي بأنه يخشى أن رهاني على العمل الفردي سيكون خاسراً فقلت له:

لا بأس. فليكن رهانا خاسرا في نظرك، بكل احترام لشخصك، فانا لا اراه كذلك ولن تستطيع اقناعي بخلاف ذلك وشكرا لكم. انا على يقين بهذا الامر.

واضفت له:

وبمناسبة الكلام عن الرهانات الخاسرة سلم لي على سوق الاسهم ودرع الجزيرة العربية واتفاقيات الدفاع المشترك وصفقات الاسلحة العربية. المهم الان والأهم هو: أمنيتي أن اطلع رحلة كروز بحري ناكل فيها معا سمك وكابوريا ونصيّف على شاطئ غزة واحتسب ذلك جهادا. هذا محور كلامي وشكرا.

اتكلم بمنتهى الجدية والله حسيبي: .

نريد من الاخوة شباب الانترنت عمل حملة في موقع خاص يكون لها حساب فيسبوك وغيره لتسجيل اسماء المتطوعين العرب والمسلمين للقافلة القادمة بالتنسيق معها. ويا ريت كل داعية وشيخ ومفكر واكاديمي واعلامي وكاتب يحدث نفسه الليلة أن يكون على قائمة المتطوعين لقافلة اسطول الحرية التالي ان شاء الله.

نريد سفينة أخرى ومسلسل تركي لا يتوقف من هذه السفن الى غزة لكسر حصار الصهاينة حولها.

سفهاؤنا (مثل القائمين على قناة ام بي سي الماجنة) أرادوا لنا ان نكون على مؤخرات ساقطات في مسلسلات تركية هابطة وأبت شعوبنا الا ان تكون على قلب التركي أردوغان.

إن المسلسل التركي الوحيد الذي يعجبني وأتفرج عليه مع عرب اليوم هو الذي يؤدي دور البطولة فيه منفردا رجب طيب أردوغان.

حفيد العثمانيين

في خطابه القوي بالأمس (1 يونيو 2010م)ـ استدعى فخامة الرئيس التركي تاريخ أجداده العثمانيين الأتراك ملوحاً به في تحديه للاسرائليين ومن وراءهم.

هذا هو ارث الجهاد الجقيقي وبركته على مرّ الزمن.

إن قوة خطاب الرئيس التركي لا يمكن اختزالها في عناصر ومكونات شخصيته فقط يا عرب ولكن الرجل يقف على رصيد معاصر مشرف وتاريخ عريق ومجيد ولديه جيش قوي جدا لعله الأقوى في المنطقة. هنا تكمن مفاتيح قوة خطاب هذه الشخصية الفريدة من نوعها!

وعلى الصعيد المخلي أقول ولابد أن أقول: عندما نطالب بتجنيد الشباب "السعودي" اجباريا واعداد جيش قوي ينتصر للمظلومين والدفاع عن المقدسات فاننا نطالب كذلك بارث يبقى زحرا للأجيال ولا ينفذ، يستندون اليه بعد التوكل على الله بكل اعتزاز إن شاء الله، تماما كما فعل أردوغان.

شبابنا المحلي انهمك مؤخراً في جدل بيزنطي حول دور السينما في بلاد الحرمين، هل نسمح بها أملا نسمح!! ولم يتجرأ أحد من المتخاصمين للمطالبه بحقهم في الجيش والتجنيد وعجبي!!

نحن تخلفنا في "السعودية" على صعيد الحدث وغبنا تماما عن المشهد، ومع كل حدث يتردى موقفنا على كل مستوى، لماذا؟ لأننا وطن بلا جيش من شبابه كلهم وهذه هي الحقيقة المرة!

إن قوة جيشنا السعودي لم ولن تكون في ضخامة صفقات الاسلحة الامريكية ولكن في تجنيد رصيدنا الوطني الضخم من الشباب وانتشالهم من البطالة والشوارع.

أيام حرب الخليج الثانية فتحوا باب التطوع لنا ولم يسألوني عن فخذ قبيلتي الأناضولية من بني عثمان وسجلوني متطوغاً في مجموعة رقم 13 رغم أنهم جلبوا الامريكان. وقامت الحرب ولم تكتمل مجموعتي حتى أوقفوهها إلى أجل غير مسمى… وهكذا وبكل أسف لم اتدرب في بلادي على حمل السلاح رعم عشفي القديم لحمل الأثقال وحصولي على الحزام الأسود في فنون الدفاع عن النفس!!

ولمّا ارتحلت إلى أمريكا وأقمت فيها زمنا وذهبت إلى جارتها كندا لم أجد الطابق رقم 13 في كل مبنى في تلك الدول المتقدمة فقالوا لي أنه مصدر تطيرهم والشؤم لديهم خصوصا اذا كان يوم الجمعة هو الموافق للثالث عشر من أي شهر فإنه يوم ينذر بالسوء لدى القوم!!

وضحكت مستذكراُ رقم مجموعتي التطوعية في الجيش السعودي، ولو لم أكن مسلماً لصدقت خرافة النصارى حول الرقم 13 الذي يسخرون منه بوصفه رقم الخظ السعيد!!! ولو أنني حدثت الأمريكان بذلك لعززت لديهم معقداتهم الباطلة في الرقم 13…

فلما استفسرت عن سر تطيرهم قالوا لي أن تلاميذ المسيح (الحواريين) كانوا 12 تلميذا ولكن المسيح عليه السلام كان رقم 13 وهو الذي مات مقتولاً على الصليب بزعمهم يوم جمعة يسمونها الجمعة الحزينة!! فالحمدلله على نعمة الاسلام وكفى بها نعمة!!

لقد صعد القوم الى القمر بينما هم ما زالوا يخشون الصعود الى الطابق الثالث عشر على الأرض!!! بل ويخشى أكثرهم مجرد النظر الى ورقة الروزنامة لو قرأ فيها "الجمعة 13" من شهر كذا ويلقى بتلك الورقة بعيداً!!

شر البلية ما يضحك…

ولقد مرت عشرون عاما على حرب الخليج الثانية ولم تفتح لدينا كافة أبواب التجنيد الاجباري للشباب السعودي في جيش بلادهم… ثم نتساءل لماذا مواقفنا ضعيفة؟؟؟

انني أطالب بحق ولدي في الجيش. وأؤكد: إن تجنيده ليس منحة ولا منة من أحد. ولن نتقدم للحصول على "واسطة" ولا وقت عندي أضعيه في الوقوف الطويل خلف طوابير شعب "المعاريض" (طلبات السعوديين في وريقات للمسؤولين). وأقول لمن يهمه الأمر إن كان يهمه:

لقد ضيعتم حقي في الجيش وضيعنم جيلا باكمله تنشأ بعد حرب الخليج الثانية، ولا يجب أن يضيع حق الجيل القادم في جيش بلاده والله المستعان

انا حفيد العثمانيين الاتراك، نعم. ولكن… ما هو تاريخ أجدادي وآباء أردوغان ورصيدهم مقارنة بتاريخ ابناء الجزيرة العربية من احفاد الصحابة والانصار رضوان الله عليهم وجهاد قبائل هذه الديار معهم؟ اين أنتم من استرداده؟؟

وأقول لشباب بلادي: من العار ان نصمت اليوم عن المطالبة بهذا الحق والاكتفاء بالثناء على تركيا والترحم على العثمانيين!! كفانا هوانا وذلا وخنوعاً!!

عار على كل "سعودي" يعلم عن حقه وحق اولاده في جيش بلاده ان يتوارى خلف العلم التركي يقبل صور اردوعان ويترحم في سره على الملك فيصل وكفى!!

أقول هنا ما يقوله كل مواطن "سعودي" حر خلف الابواب الموصدة وهو يهمس لأهل بيته:

نريد شبابنا في التجنيد الاجباري الآن الآن وليس غداً

و"السعودي" على شبكة التويتر والفيسبوك وفي المدونات هو اليوم اكبر شجيع للأتراك ولسفنهم وللكويتيين وأعضاء برلمانهم الذين اضطروا بلادهم للانسحاب رسميا بالأمس من مبادرة الاستسلام العرببة… ولكن ما الذي هو لدي "السعودي" أكثر من المكاء والتصدية؟

مساكين نحن!!! لا طلنا سفن الاتراك ولا عندنا برلمان الكويت… ولا بلح مظاهرات الشام ولا عنب المظاهرات اليمينة الأكبر… ودقي يا ربابة مضارب البادية أشعار المدائح لأخوتنا في اسطنبول والكويت وغزة الا من دق طبول المطالبة بحقنا!!

هل هذا هو القنوط حقاً؟ كلا والله لأن عزائي إنما هو فيما هو قادم مما هو عند رب كريم غفور رحيم لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم…

ثم أعزيكم وأعزي نفسي بهذه اللقطة ومشهد الختام من مشاهد حدث قافلة الحرية:

كنت العب طفلا بمجسمات السفن متخيلا نفسي بوباي (شخصية أفلام كرتون) وفي فمي السبانخ. هذا ما تنشأ عليه جيلي بكل أسف. اليوم اشهد طفلة صغيرة ، نعم طفلة "سعودية" وعربية ومسلمة تضع على سريرها أسطولا من سفن لعبة قائلة: "أنا على سفينة تركية لأجل غزة!"

ولا أدري من الذي سيفك حصار من أولا؟

هل نحن إذ نتشدق بالتنادي لفك حصار غزة.. أم أن غزة هي من فكت حصار القناعات البائدة من حول عقولنا وحررت أفئدتنا ومخيلة أولادنا في الاتجاه الصحيح؟

شكرا غزة يا أرض العزة! شكرا من الأعماق! من أعماق بحرك الذي اختلط موجه بدماء قصادك من بحر مرمرة التركي.

التوقيع:

بحار عنيد على متن قارب يتيم محطم ومفقود في محيط المحبطات

طالع قسم "الحرب على غزة" في المدونة

* يحق لأي صحيفة الكترونية او مطبوعة اعادة نشر المقال مشكورة ولكن مع ذكر هذه المدونة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق