السبت، 5 فبراير 2011

الصحافة العالمية : الجميع يبحث عن صيغة خروج "غير مهين" لمبارك


كتبت : رضوى جمال (المصريون) | 05-02-2011 00:08

قالت صحيفة الجارديان البريطانية أنه في الوقت الذي يصر فيه الرئيس مبارك على عدم التنحي قبل موعد الانتخابات الرئاسية في سبتمبر القادم، فإن الضغوط بدأت تتراكم عليه من قبل الولايات المتحدة يدعمها الإتحاد الأوروبي، مؤكدة على أن احتجاجات يوم "جمعة الرحيل" يمكن أن يكون لها تأثير حاسم على مجرى الأحداث، خاصة إذا شهدت عنف على نطاق واسع.

و ذكرت الصحيفة عدة سيناريوهات قد تظهر المدى القصير منها قيام الجيش و عمر سليمان بإقناع الرئيس بأنه في حاجة إلى علاج عاجل في الخارج تليه فترة نقاهة بعيداً في مدينة شرم الشيخ، و بذلك يتحقق الخروج "غير المهين" الذي يبحث عنه النظام.

سيناريو آخر هو لعب النظام ببطاقة الإستقرار و اتفاقية السلام و الإخوان المسلمين، و يقوم على تهديد النظام بأن جماعة الاخوان المسلمين تحاول القفز على الإحتجاجات في محاولة لطرق مخاوف الولايات المتحدة في المنطقة و منها الحفاظ على إتفاقية السلام مع إسرائيل و مواجهة حركة المقاومة الإسلامية في قطاع غزة، حماس.

و ثالث هو أن يحدث تصعيد في العنف حيث تشهد الأيام التالية المزيد من سفك الدماء، و هو ما تعتبر الصحيفة أنه سيمثل ضربة خطيرة لموقف الجيش و احتمال كبير لتغير قواعد اللعبة، فمن المحتمل أن تتصاعد التهديدات بجرائم ضد الإنسانية بحيث يتحمل ثمن القمع المستمر شخصيات بارزة في النظام.

و في سيناريو أخير قالت الصحيفة أنه من الممكن أن تستمر المظاهرات بدون حدوث أعمال عنف خطيرة أو رحيل رسمي للرئيس مبارك، في حين تبدأ المفاوضات بين الحكومة و المعارضة في كسب تأييد و تبدأ التعديلات الدستورية تبدو مقنعة، مما يؤدي إلى حدوث إنقسامات داخل حركة الاحتجاج الغير مسيسة – على حد تعبير الصحيفة- ولكنها قالت بأنه في هذه الحالة فإن مطلب المعارضة برحيل الرئيس مبارك سيجعل حدوث مفاوضات بشأن انتقال السلطة أمراً معقداً.


الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية:

أما صحيفة الكريستيان ساينس مونيتور الأمريكية فقالت أن الجيش المصري هو الورقة التي ستحسم مدى سرعة تنحي الرئيس مبارك من منصبه، مشيرة إلى أن دور الجيش المحوري يثير تساؤلات في البنتاجون الأمريكي حول مدى تأثير المسؤولين العسكريين الأمريكيين على نظرائهم المصريين. و أضافت بأن الجهود المبذولة لمنع انتشار العنف و الحفاظ على العلاقة الإستراتيجية بين البلدين و التي تمثلها العلاقات العسكرية الوثيقة أصبحت على المحك.

و لكنها أشارت إلى أنه على الرغم من أن كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين قد يتمتعوا بعلاقات قوية مع نظرائهم المصريين، إلا أن الجيش المصري يشكل قوة كبيرة و متنوعة، مما يجعل من الصعب التكهن بمدى تأثير المسؤولون بالجيش الأمريكي على مختلف الرتب العسكرية بالجيش المصري.

و نقلت عن اللواء المتقاعد روبرت سكالز، القائد السابق للكلية الحربية الأمريكية، قوله ان الرئيس مبارك و نائبه عمر سليمان قد تم تدريبهم من قبل السوفيت، مشيراً إلى أنه منذ ذلك الوقت شهد الجيش المصري تغيرات على مدى العشرين سنة الماضية، مؤكداً على الجيش الآن يختلف عما كان عليه أيام بداية مبارك.

و أشار سكالز إلى أن الضباط الذين ارتقوا المراتب العسكرية في الجيش المصري خلال السنوات الماضية كانوا أكثر تأثراً بالولايات المتحدة، حيث بدأ الجيش المصري منذ الثمانينات في إرسال ضباطه لتلقى التدريبات في المدارس العسكرية الأمريكية، مؤكداً على أن العديد من هؤلاء الضباط الذين أصبحوا لواءات اليوم قد تعلموا ايضاً الفلسفات الأمريكية حول العلاقات المدنية العسكرية.

و أضاف بأنه نظراً للقاعدة المتنوعة للجيش المصري حيث ينتمي بعض ضباطه إلى المناطق المصرية الفقيرة هو ما يخلق هذه الرابطة بينه و بين المدنيين المصريين على عكس قوات الشرطة.

مجلة التايم الأمريكية:

و تحت عنوان "لماذا ظلت أوروبا هادئة تجاه في القاهرة؟" قالت مجلة التايم الأمريكية أن المشاهد القادمة من تونس و مصر و اليمن أعادت إلى ذاكرة الأوروبيين بلا شك ذكريات الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالأنظمة الاستبدادية في الكتلة الشرقية منذ عقدين، هذه الثورة التي طمحت إلى الحرية و الديموقراطية، إلا أن الزعماء الأوروبيين لم يفعلوا شيئاً لدعم المتظاهرين في شوارع القاهرة و المدن العربية الأخرى الذين يطالبون بنفس الحقوق.

و لكنها أشارت إلى انتقاد البرلمان الأوروبي لموقف زعماء الإتحاد الاوروبي -الذي وصفته بالمخزي- و نقلت عن إدوارد ماكميلان سكوت، نائب رئيس البرلمان البريطاني، مناشدته للإتحاد الأوروبي بالخروج عن صمته و دعم صيحات الحرية الوليدة قبل أن يتم إخمادها.

مضيفة بان الاتحاد الأوروبي لا يفتقد النفوذ، فهو يمنح مصر 760 مليون دولار سنوياً من الدعم، كما أن حجم تجارته مع مصر في عام 2009 بلغ 25.6 مليار دولار.

حيث يرى باراح ميكايل، أحد كبار الباحثين في مركز أبحاث فرايد، أن الاستراتيجية القائمة على المصالح أكثر من القيم ستقوم في النهاية بتشويه صورة أوروبا، حيث تستمر في اكتساب سمعة سيئة باعتبارها داعمة للأنظمة المستبدة.

في حين يرى أنثوني دوركين، عضو المجلس الأوروبي لسياسة الخارجية، أنه يتعين على أوروبا الاستفاقة من حالة التردد المذهول و انتهاز الفرصة للدفاع عن شئ ما، مشيراً إلى أنه في الوقت الذي يترقب فيه العالم العربي بأكمله، فعلى الإتحاد الأوروبي أن يثبت أنه لازل يؤمن بالقيم الذي من المفترض أنه يمثلها منذ تأسسه، بما في ذلك الديموقراطية و حقوق الإنسان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق