الأربعاء، 2 فبراير 2011

بن إليعازر: إسرائيل ستفتقد مبارك "الصديق الأكبر".. نتنياهو يهدد باستخدام القوة لمنع الإسلاميين من الوصول للسلطة في مصر


كتب محمد عطية (المصريون): | 02-02-2011 23:57

وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء الذي شهد خروج ملايين المصريين إلى الشوراع مطالبين بإسقاط النظام الحاكم، وإعلان الرئيس مبارك عدم ترشحه في انتخابات الرئاسة المقبلة بأنه "كان يوما مأساويا" في منطقة الشرق الأوسط.

وأبدى نتنياهو خلال جلسة للكنيست أمس قلقه من إمكانية وصول قوة معادية لإسرائيل للسلطة في مصر، معربا عن مخاوفه من اعتلاء الإسلاميين سدة الحكم في البلد الذي يرتبط بمعاهدة سلام مع إسرائيل منذ العام 1979.

وأضاف شارحا "في كل أنحاء العالم الديمقراطي يتحدث القادة والمحللون عن فرص لما يحدث في مصر يتحدثون عن فجر جديد، لو قامت مصر بتشجيع الإصلاحات الديمقراطية ستكون نورا للعالم. نحن في إسرائيل نعرف ونقدر الأهمية القصوى للنظام الديمقراطي والمؤسسات الديمقراطية. إن مصر التي تستند على مؤسسات ديمقراطية لن تكون تهديدا على السلام مع تل ابيب، كلما كانت ركائز الديمقراطية قوية كلما كانت أسس السلام أقوى".

واستدرك قائلا إن هذا "هو السيناريو المتفائل لكن هناك سيناريو آخر لا يتحدث عن فجر جديد وإنما ظلام يحل على القاهرة. أنا أتحدث عن طهران والنظام الإيراني لا يريد رؤية مصر مستنيرة، مصر مشجعة لركائز الديمقراطية. الإيرانيون يريدون إدارة مصر من قبل قوات راديكالية أصولية تمثل كل ما يرفضه ويعترض عليه العالم الحر".

وتساءل: "من سيفرض وجهة نظره في مصر"؟، وقال إن هذ السؤال مهما ليس فقط للمصريين وإنما لمواطني المنطقة ومن بينها إسرائيل.

وأضاف: "موقفنا في تل أبيب واضح وهو تشجيع القوات التي ستشجع السلام وسنعارض أي قوة تحاول السيطرة بأصوليتها الظلامية في مصر، علّمنا تاريخ الشرق الأوسط أن في حالات كثيرة قامت عناصر "متطرفة" باستخدام الوسائل الديمقراطية لفرض نظامها غير الديمقراطي. نحن نعد إن هذا لن يتكرر مرة أخرى ونتعهد بأن السلام سيتعزز أكثر".

وتابع قائلا: "لقد تمتعنا على مدار 30 عاما بالسلام على جبهتي مصر والأردن، تمتعنا ليس فقط بعدم وجود حرب بل بعدم وجود حاجة للدفاع عن حدودنا، السلام القائم هو ضرورة لنا ونتوقع أن أي حكومة في مصر ستحترم السلام، كذلك نتوقع من المجتمع الدولي مطالبة القاهرة باحترام السلام".

وأردف "في هذا الوضع غير المستقر يجب أن ننظر بأعين مدققة ومتفحصة لفهم الأحداث كما هي ولا نحاول أن نكيف صورة الواقع لما هو مناسب لنا، الأساس لمستقبلنا هو تدعيم قوة الدولة الإسرائيلية علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا ولا نقوم بجلد للذات".

وختم قائلا: "الدفاع عن أنفسنا في حال انتهاء اتفاقية السلام مع مصر أو انتهاكه أو تغير في السلطة على الجانب الاخر هو إجراء أمني".

وكان نتنياهو حث في بيان مساء الثلاثاء المجتمع الدولي على ضمان التزام أي نظام جديد في مصر بالحفاظ على اتفاقية السلام الموقعة بين مصر و"إسرائيل".

وقال بيان أصدره مكتب نتنياهو إنه "يشجع تقدم القيم الحرة والديمقراطية في الشرق الأوسط، لكن إذا حل نظام متشدد محل الرئيس حسني مبارك -مثلما حدث في إيران وأماكن أخرى- فيمكن أن تكون النتيجة لطمة للسلام والديمقراطية"، على حد تعبيره.

ورأى نتنياهو أن المصلحة الإسرائيلية تكمن في الحفاظ على السلام مع مصر، موضحا أن إسرائيل تؤمن بأن على المجتمع الدولي مطالبة أي حكومة مصرية بالحفاظ على اتفاق السلام مع إسرائيل.

من جانبه، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي الأسبق، عضو الكنيست بنيامين بن إليعازر من أن رحيل الرئيس حسني مبارك عن السلطة في مصر، سيكون له تداعيات خطرة على إسرائيل، قائلاً إن الإسرائيليين يمكن أن يجدوا أنفسهم في عالم آخر مختلف، بعد رحيله عن الحكم في غضون شهور، بحسب ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.

وقال بن إليعاز إن رحيل مبارك عن السلطة سيكون له عواقب درامية ومأساوية على إسرائيل، موضحا أن خطابه الذي أعلن فيه عزمه التقاعد عن السلطة مع انتهاء ولايته الرئاسية الحالية يعني أنه لن يترشح هو أو نجله جمال في الانتخابات الرئاسية المقررة في سبتمبر.

وتساءل: هل ستتوقف الجماهير المصرية عن المطالبة برحيله؟، حتى بعد إعلانه رغبته بالتقاعد في بيان بثه التلفزيون المصري مساء الثلاثاء مضيفا: "أتمنى من كل قلبي أن ينجح مبارك في انهاء وظيفته بكل الاحترام الواجب له".

ووصف بن إليعازر- الذي يعتبر المسئول الإسرائيلي الأكثر قربا من الرئيس مبارك- الرئيس المصري بأنه من "أكبر الاصدقاء لإسرائيل وأنه أحد مهندسي وصائغي ومشكّلي عملية السلام بين إسرائيل ومصر".

وقال إنه برحيل مبارك عن السلطة ستفتقد إسرائيل قيادته الإقليمية لأكبر دولة وعلاقته الدافئة معها، وتدخله في عملية السلام بين إسرائيل والفلسطينيين، وستفتقد حفاظه على التوازنات الدقيقة بالشرق الأوسط.

ودعا بن إليعازر إسرائيل إلى العمل على سرعة استغلال الظروف القائمة، مضيفا: "نحن نلعب اليوم في الوقت الضائع، لا بد لنا من القيام بإجراء سياسي حتى نجد أنفسنا في وضع يمكن مواجهته والتعامل معه، لأن البديل هو أن نجد أنفسنا في عالم مختلف ونظام آخر يتسم بمزيد من الأصولية"، دون أن يحدد طبيعة هذا الإجراء.

وانتقد السياسي الإسرائيلي موقف الإدارة الأمريكية من حليفها الرئيس مبارك، محملا إياها المسئولية عما دعاها بـ "بكارثة في الشرق الأوسط"، بعد تخليهم عن الرئيس الذي يحكم مصر منذ 30 عاما، في ضوء موقف واشنطن حيال الانتفاضة الشعبية المصرية، ودعوتها الرئيس للتنحي.

وقال بن إليعازر في مقابلة مع إذاعة الجيش "الإسرائيلي" الأربعاء، إن "الأمريكيين تسببوا بكارثة في الشرق الأوسط بعد أن دعوا مبارك إلى مغادرة موطنه"، وأضاف إن "مبارك تخلي الأمريكيين عنه بصورة صعبة للغاية".

ومضى قائلا في انتقاداته للإدارة الأمريكية "في مصر والدول العربية اتهموا مبارك بأنه متعاون مع الأمريكيين والصهاينة وبقي وحيدا الآن، وأنا لا أعتقد أنهم (الأمريكيون) يفهمون انعكاسات ذلك على الشرق الأوسط".

وشدد على ضرورة التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين على وجه السرعة قبل إقدام الادارة الامريكية على فرض حلولها على إسرائيل، على حد قوله.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق