كان أقسى تجاربنا في ثورة القضاة قبل سنوات هي لجنة الحكماء التي أفسدتها في النهاية بدعوى الحوار!!!! وهي اليوم اكبر خطر يهدد ثورة الشباب. إن الرئيس حسني مبارك يجب أن يذهب اليوم قبل غدا، وأي محاولة لإبقائه حتى سبتمبر المقبل هو التفاف حول الثورة لوأدها وسرقتها، ليس انفعالا ولكن للأسباب الموضوعية التالية:
أولا: قال الرئيس في بداية حكمه أنه لن يجدد، ولكنه لم يفعل.
ثانيا: قبل أكثر من عام قال الرئيس أنه سيحكم لآخر نبضة في قلبه!!
ثالثا: يؤكد الرئيس أن نيته كانت قد انعقدت منذ فترة على عدم الترشح لفترة رئاسة جديدة، ماذا نصدق؟ وإذا كانت هذه هي نيته فعلا، فلماذا احتفظ بها لنفسه ولم يقلها قبل فترة حقنا للدماء وإنقاذا لمصر من الحريق؟ ماذا كان ينتظر؟ كيف نصدقه؟
رابعا: أمام مجلس الشعب المزور،وقف الرئيس سعيدا ليعطي هذا المجلس المزور شرعية غير مسبوقة بأن قال ساخرا متهكما على المجلس الموازي واحتجاجات التزوير متناسيا أحكام القضاء وما أكثرها"خليهم يتسّلوا"، واليوم يقول انه يطالب بتنفيذ الأحكام القضائية، إذن فقد كان يعلم في لحظة وقوفه أنه لا ينتوي تنفيذها فما الذي تغير؟.
خامسا: أن الرئيس اليوم هو المسئول الأول والأكبر عن كل الخراب الذي لحق بمصر، هو وحبيب العادلي وفريق لصوص الأعمال إياهم، فكيف نأتمنه بعد ذلك على أي إصلاح؟ كيف يقدم لنا نفسه على أنه هو أيضا ذات الشخص الذي سيتولى الإصلاح حرصا على مصر؟!!! كان غيرك أشطر!من يضع يده في يد الحكومة يجب أن يعيد عدّ أصابعه.السؤال، من الذي يضمن لنا انه عندما نوافق على بقاءه الفترة المتبقية، وتستقر له الأمور ويحكم قبضته مرة ثانية انه سوف ينفذ ما وعد؟ من الذي يضمن ذلك بينما أنه وفي هذه الأيام واللحظات بالذات لا تزال تتوالى الاعتقالات للنشطاء؟ هل هذا يوحي بالثقة؟ أم أننا يوحي بأننا لو وافقنا وصدقناه فسوف نجعل من أنفسنا ضحايا لمرحلة تصفية حسابات قاسية نذبح فيها كالخراف على مهل؟ هل نحن بلهاء ونصدق المزيد من الوعود؟!!لأ وجدول زمني كمان!!
سادسا: كان اكتشافا مذهلا أن الرئيس يعلم ويفهم تماما أن مواد الدستور معيبة، ولطالما خاطبناه وطالبنه، ولكنه لم يستجب أبدا ولم يتذكر ذلك إلا في سياق حريق مصر وزهده الحالي في السلطة، ولكن،هل عندما تهدأ الأمور والجو يروق ونعود إلى منازلنا، ما الذي يضمن لنا أنه سيظل زاهدا في السلطة؟ وما الذي يضمن لنا أن بطانته وفريقه المؤيدين والبلطجية وقطاع الطرق من أعوان الشرطة سوف تقنعه بالمسيرات والطبل والمباخر ألا غنى لمصر عنه فيغير رأيه في اللحظة الاخيرة"نزولا على رغبة الشعب وإلحاحه؟!!!!"هل نريد أن نعطيه هذه الفرصة لنضع مستقبل مصر الذي نحلم به في قلب الخطر وتحت رحمة الاحتمالات ولو لساعة إضافية واحدة بعد كل هذا التعب وكل تلك السنوات؟؟هل نحن بلهاء؟!!
سابعا: النتيجة هي أن الرئيس يجب أن يذهب الآن وفورا وأن يتولى الإصلاح شخص غيره، ولا تنازل عن هذا المطلب أبدا، ولكل من يعانون من نقص الأمن ونقص المال في هذه الأيام ويصرخون طلبا لعودة الامور إلى طبيعتها بأقصى سرعة، اقول لهم أن هذه الأيام هي فرصة تاريخية رائعة ونادرة لا تحدث إلا كل ألف عام فاحذروا ولا تضيعوها وأقبلوا الثمن، فلا نصر بغير ثمن، الصبر الصبر، رابطوا واصبروا حتى لا تضيع الفرصة، فإن ضاعت فإنها لن تعود ثانية ابدا وسيركب البلد بالتدريج خلال تلك الاشهر ذات رجال الأعمال الفاسدين حتى ولو ذهب مبارك، وسيتمكن أحمد عز من إنقاذ نفسه واحدة واحدة والخروج من البلد بعد سداد رشوة محترمة هنا او هناك.لأنهم فريق كامل فائق الذكاء شديد الشر، وسوف يكون فكرهم قاسما في الترتيب لانتقال السلطة بما يضمن مصالحهم، وسوف يتيح لهم الرئيس ذلك ضمانا لمصالحه هو شخصيا وحتى لأمنه واستقراره بعد أن يترك السلطة. لا تسمحوا لهم بذلك، رابطوا أرجوكم وامسكوا على جمرة النار اكثر قليلا، فهو سباق الصبر والنفس الطويل. الصبر الصبر، تمسكوا ولا تنقسموا.أما لجنة الحكماء، فهي تحاول إبقاء الرئيس ولو بغير سلطات، المهم أن يبقى، والسؤال المنطقي للسادة الحكماء، ولماذا؟ وإذا كان الرئيس سيفقد كل سلطاته فما الداعي للإبقاء عليه أصلا؟ لحفظ ماء وجهه؟ إذن فأنتم تفكرون في الرئيس ولا تفكرون في مصير مصر المعلق اليوم على استقالته، والتي تدفع ثمن تمسكه بالرئاسة بالملايين وبالدم في كل ساعة يتأخر فيها تنحيه عن السلطة. السؤال الثاني، حتى ولو فوض الرئيس سلطاته لنائبه، قولوا لنا ما الذي سيمنع نائب الرئيس المفوض أن يرجع للرئيس في الغرف المغلقة ويستشيره في كل شاردة وواردة ثم يخرج علينا ليقول لنا ما يريده الرئيس ذاته على أنه من عنديات السيد النائب؟ أليس من الممكن أن يحكم الرئيس ويسيطر على الامورمن تحت الطاولة من خلال نائبه المفوض؟ ومن الذي يضمن؟ لا شئ. إن لجنة الحكماء غير مقبولة فاحذروها لأنها ستسبب ضررا فادحا إذا تحركت، فإذا كان بيان الرئيس قد قسم الناس إلى نصفين فإن هذه اللجنة سوف تقسم الشباب إلى خمسة أرباع ! سوف تسرق الثورة وتفتتها، وسوف نضيع!هذه اللجنة يجب أن يتم شلّها وحلّها فورا.الحذر الحذر يا مصر وإلا فستسرق هذه اللجنة ثورتنا بحلول وسط تنقذ الرئيس. أصبروا وتمسكوا وخذوا حذركم، يجب على الشباب أن يختاروا ممثلا لهم فورا، لأن نقطة الضعف الكبرى التي خلقت هذه اللجنة وسوف تخلق غيرها هي أن الشباب ليس لديهم زعامة مدربة تنطق باسمهم وتتبنى مطالبهم حرفيا وتؤمن بها كما هي. يجب أن نتمسك بذهاب الرئيس قبل الحديث في أي ترتيبات اخرى.
أتذكر ان الملك فاروق أيام الثورة رفض أن ينقسم الجيش لمؤيدين ومعارضين وقال انه سيترك الحكم لأنه لا يريد للجيش أن يقاتل بعضه بعضا، حتى عبد الناصر أراد أن يتنحى عندما انهزمت مصر، ولكن مصر اليوم تحترق ، ومبارك اليوم يريد للشعب كله أن يقاتل بعضه بعضا في سبيل بقاءه على الكرسي، والحجة هو إنقاذ مصر من الفوضى وكالعادة من الإخوان المسلمين البعبع!! تم إخراج المساجين من السجون، وحتى المجانين اطلقوهم من مستشفى المجانين على الناس في الشوارع هؤلاء الأشرار، وأطلقوا الخيول والجمال في ميدان التحرير تقتل وتجرح والجيش يتفرج ، هل نقبل في هذا اعتذار؟ يريد الرجل أن يقنعنا أنه يظل هو المنقذ من دون العالمين على طريقة "جحيم مبارك ولا جنة الفوضى"، وبأنه لن يسقط إلا إذا جرجر كل مصر معه أولا إلى جحيم النار، ولو أنصف وخاف على البلد لرحل فورا إنقاذا لها، ولكنه يفكر في ماء وجهه، على حساب دمنا نحن. لن تنتهي الفوضى إلا برحيله، وهو يعلم ذلك تماما ولكنه لا يريد أن يرحل، وسوف تساعده لجنة الحكماء إياها آخر الأمر على البقاء. أرجوكم تماسكوا وأصبروا قليلا على الفوضى، وعلى الألم والخوف، فلقد عشنا في فوضى وضياع أمن وقلق وخوف وفقر وبطالة وقتل ووحشية الشرطة وطوارئها لعشرات السنوات،هل نسينا؟ فلنصبر ساعات قليلة أخرى ولنظهر صلابة في التمسك بموقفنا دون أدنى أمل في التراجع عنها ونحن ولا يفصلنا عن بناء مسقبل مصر لتكون عظيمة متقدمة وحرة سوى ساعات أو أيام قليلة، ألا يستحق ذلك مزيدا من الصبر؟ لجنة الحكماء؟!!!روحي إلعبي بعيد .. نحن هنا ولن نتزحزح.هذه هي كلمتي لكم، لا تضعفوا، أصبروا على غياب الأمن، واصبروا على نقص المال، ولا تتزحزحوا، وعندما يقيض لنا الله النصر بعد أن ننجح في امتحانه، فسوف نعوض كل شئ على نضافة، والحدود هي السماء، هل هذه كلام مقنع؟ هل اقتنعتم؟إلى الامام يا شباب مصر، نموت نموت وتحيا مصر. رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي. صدق الله العظيم.
المدونة الرسمية لأول حملة اسلامية عربية على الفيسبوك تطالب بمحاكمة البابا شنودة وأتباعه
الأحد، 6 فبراير 2011
أشرف البارودي يكتب : نداء عاجل إلى شباب مصر المرابط، إحذروا لجنة الحكماء!!
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق