الأربعاء، 7 أبريل 2010

كنائس بلا حدود!

في الفترة الأخيرة لوحظ انعقاد مؤتمرات طائفية عديدة ، داخل مصر وخارجها ، وصدور كتب عديدة من خلال منظمات وجمعيات محلية وأجنبية تصب جميعا في خدمة التمرد الطائفي وخدمة أهدافه الشيطانية ، لتمزيق مصر وتفتيتها ، وعزل الطائفة الأرثوذكسية ، وإحكام الحصار عليها داخل الجيتو الكنسي ، وفي الوقت نفسه الإلحاح على إلغاء الإسلام ، وحذفه تماما من التعليم والإعلام والثقافة ، والتشريع ، والمجتمع ، ومحاصرة المساجد ، وقمع الأئمة والخطباء ، وإرهابهم بالادعاء أنهم يؤججون الفتنة الطائفية ! بينما الحركة العملية للتمرد تعمل على الأرض بدأب لشراء الأراضي ووضع اليد على مساحات كبيرة في الصحراء ، وإقامة القلاع الخرسانية باسم القلايات أو مباني الخدمات أو غير ذلك من مسميات مراوغة .

من المؤتمرات التي انعقدت مؤخرا مؤتمر بون في ألمانيا ( أواخر مارس 2010م) ،وقبله بنحو أسبوعين انعقد مؤتمر في البحر الأحمر حضره عدد كبير من المشاركين ، وقبل هذا انعقد مؤتمر شبرا الخيمة بالمطرانية ، وفي عاصمة ألمانيا وقبل انعقاد مؤتمر بون قامت مظاهرة كبيرة في النمسا شارك فيها عدد كبير من خونة المهجر يتقدمهم بعض قساوسة الكنيسة المصرية ورفعوا لافتات أظهرها موقع اليوم السابع الذي تموله الطائفة تقول : الأقباط أصل مصر . نرفض الحكم بالشريعة ... وأصدرت بعض المنظمات كتبا ضخمة تضم أوراقا بحثية ( غير علمية ) تتحدث عن التمييز ، ومناهج التعليم المصرية التي تحض على التمييز ،وتزرع التفرقة . وهناك نشاطات أخرى تصب في هذا السياق .

ومع أن مؤتمر بون بألمانيا كان أكثر عدوانية ، بحكم أن الذين حضروه ينتمون في معظمهم إلى متطرفي المهجر ، فإن مؤتمر البحر الأحمر كان أكثر تدليسا وخداعا ، وقد حضره للأسف عدد من الممثلين للفكر الإسلامي لا يتمتع أغلبهم باللياقة الثقافية اللازمة لمواجهة أكاذيب المتمردين الطائفيين ، وخداعهم ، وابتزازهم الرخيص ، وإذا عرفنا أن عددا من الشيوعيين السابقين المتأمركين الحاليين ، كانوا نجوما في هذا المؤتمر فلنا أن نسجل نقطة في قدرة التمرد الطائفي علي تحقيق نجاح ملحوظ في صعيد الدعاية ضد الإسلام والتأسيس العميق لهيمنة الخطاب الطائفي المتمرد !

في مؤتمر بون كان سقف الإجرام عاليا ، فقد جمع الطائفيون مندوبين عن خمس وعشرين منظمة من المنظمات التي تتاجر بالطائفة الأرثوذكسية ، وتحاصرها داخل الجيتو الكنسي ، وانعقد المؤتمر تحت مظلة منظمة . "آر.إل.أف.أم" RLFM )

وكانت أول المطالب التي طالب بها المتطرفون إلغاء المادة الثانية من الدستور المصري التي تنص على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسي للتشريع بوصفها في زعمهم تكرس التمييز ضدهم .ثم طالب الطائفيون بإصدار تشريع يمنع التمييز ، ويطلق بناء الكنائس بلا حدود .وإقرار قانون دور العبادة الموحد ، وسن قانون ينظم حرية العقيدة ويتيح حرية التلاعب بالأديان والانتقال من دين إلى آخر ، ومن مذهب إلى غيره ، وحذف الآيات القرآنية التي تتعرض للنصارى من مناهج التعليم ، وتدريس ما يسمى بتاريخ الأقباط ، واعتماد عيد القيامة عيدا رسميا ، بعد اعتماد عيد الميلاد إجازة عامة ، وعدم التمييز ضد النصارى في الوظائف العامة ، مثل المخابرات أو أمن الدولة أو حرس رئاسة الجمهورية ! وفتح باب القبول في جامعة الأزهر لغير المسلمين دون التفات إلى اشتراط أن يكون الطالب الأزهري قد التحق بالتعليم الابتدائي الأزهري كما ينص قانون الأزهر، وعدم السماح للمسلمين بالدخول إلى التعليم اللاهوتي تحت أي بند (!) ، وتخصيص كوتة للنصارى في المجالس النيابية ، أو من خلال القائمة الانتخابية ، والإفراج عن القس المزور ميتاؤس كاهن كنيسة الملاك ميخائيل بالجيزة .

وقد صرح عديد من المشاركين بتصريحات نارية حملت مزاعم عن اضطهاد وتمييز وعدم السماح ببناء الكنائس ، وعدم المشاركة في الوظائف العليا ، قال أحدهم :

إن النصارى يعانون الاضطهاد في مصر مدللاً بتكرار حوادث الهجوم المستمر على الكنائس والممتلكات القبطية، وعدم وجود رد فعل قوى من الحكومة ضد مرتكبي هذه الحوادث، مما أدى لتزايدها وتكرارها.

وأوضح في كلمته التي ألقاها أمام "إي أس اتش أر" المنظمة الدولية لحقوق الإنسان : إن أسوا ما يحدث للنصارى في مصر الآن هو عدم وجود قانون منظم لاستخراج تراخيص بناء الكنائس، ووجوب اللجوء للرئيس الجمهورية لاستخرجها، بالإضافة إلى وجود خانة الديانة في البطاقة الشخصية مما يسهل عمليات التمييز ضد الأقباط ، في الوظائف المهمة وعدم جدية الحكومة في إيجاد تمثيل سياسي للأقباط ....، مضيفا أن فقدان الأشخاص لحقوقهم الإنسانية يؤدى إلى إحساس ذل وإهانة ويفقد كثيرين دوافع الحياة .....، مؤكدا أن الأقباط يعانون في مصر من قوانين التمييز ( اليوم السابع : 29/3/2010م).

وقال آخر :

أن الاعتداءات التي تحدث ضد الأقباط في مصر وصل عددها إلى أكثر من 1500 حادث اعتداء واغتصاب وقتل.

وتساءل في كلمته التي ألقاها في المؤتمر ، من يقف وراء هذه الأحداث؟، مضيفا أن كل هذه الأحداث لم تعرف حتى الآن نتائج التحقيقات فيها

وأضاف، إن الدولة خائفة من الإخوان المسلمين (؟) ، والحكومة عاجزة عن إدارة الدولة ومن المستحيل أن تقدم استقالتها، فمن السهل أن يتم نقل جبل المقطم من موقعه ولكن من الصعب أن تستقيل الحكومة.

وطالب المذكور الحكومة المصرية بمجموعة من المطالب أهمها سرعة إصدار قانون العبادة الموحدة، والموافقة على إصدار قانون ضد التمييز الديني، وفصل الدين عن الدولة، وإصدار قانون للأحوال الشخصية الموحد للطوائف الثلاثة، وتغيير المناهج التعليمية المتطرفة، التي وصفها بأنها ستخرج بعد 20 عاما طلابا إرهابيين بأحزمة ناسفة (؟).

وعلى الوتيرة ذاتها عزفت المظاهرة التي سارت في النمسا وأشار إليها موقع اليوم السابع الذي تموله الطائفة 20/3/2010م) ، والذي نشر تفاصيل المظاهرة ، وجاء فيها :

شاركت الكنائس بمختلف طوائفها الشرقية والغربية بالنمسا برئاسة الأنبا دميان أسقف عام ألمانيا والأنبا جبريل أسقف النمسا، والكاردينال شونبرون الممثل البابوى على النمسا وفرانس شارل كاردينال فيينا، وكثير من ممثلى الكنائس الشرقية، منظمة كيمي وعدد كبير من المنظمات الحقوقية الأوربية والمنظمات القبطية بالنمسا في مسيرة صامتة مساء أمس تضامناً مع أقباط مصر بعد مذابح نجع حمادي.

وتقام هذه المسيرة سنويا تحت مظلة منظمة التضامن المسيحي ضد اضطهاد مسيحي العالم، وقد تم هذا العام اختيار مصر لشدة أحداث الاضطهاد والعنف ضد أقباط مصر.

وأكد رئيس منظمة كيمي القبطية بالنمسا في اتصال هاتفي باليوم السابع أن المسيرة أعدت خصيصا في وقت الصيام الكبير كل عام، لتكون رمزا واضحا لاتحاد مسيحي العالم، وأن الجميع يصلى من أجل أن يرفع الله عنهم هذا الاضطهاد.

وأضاف أن المسيرة بدأت بمؤتمر صحفي رأسه الأنبا دميان، وكان الحديث يدور على مذابح الأقباط المتكررة مثل أحداث نجع حمادي وفر شوط ومرسى مطروح.

النغمة واحدة ، والطائفيون لا يملون من ترديد الأكاذيب ، والإعلان عن المطالب الابتزازية ، وبلا شك فهم مستريحون ماديا ( جهات التمويل معروفة !) ، وطائفتهم كذلك ( تعيش رخاء اقتصاديا يفوق أثرياء المسلمين في مصر !) ، فتفرغوا للتدلل والتبجح والصفاقة والدعوة إلى إلغاء الإسلام ( أرأيتم أقلية تفرض إرادتها في العالم على الأغلبية كما يحدث في مصر العربية المسلمة ؟ ) ، يساعدهم على ذلك موقف الدولة الرخو ، وتفرغها لاعتقال الإخوان المسلمين وتقديمهم للمحاكمات العسكرية بتهم ما أنزل الله بها من سلطان ، حتى باتت الاعتقالات و المحاكمات آلية يومية أو شبه يومية ملها الناس وسئموها ، وأثبتت أن السلطة ليست معنية بغير اضطهاد المسلمين واقتلاع الإسلام بدعوى محاربة الإرهاب ومقاومة التطرف ، وهي الدعوى نفسها التي ترددها المؤسسة الاستعمارية الصليبية والغزاة النازيون اليهود في فلسطين المحتلة . الإسلام أصبح إرهابا وتطرفا ، و الطائفيون لا يرضيهم ذلك ويفرضون شروطهم لتغيير هوية مصر العربية المسلمة فيما تبقى لها من شكل ، حيث يريدون أن ترتفع القلاع المحصنة بصلبانها الضخمة وأنوارها الساطعة على تخوم المدن والقرى والمواني والصحارى ليقال إن مصر لا تمت للإسلام بصلة ولا علاقة !

ولا يتوقف الطائفيون المتمردون عن الإلحاح على لعبة بناء الكنائس ، ورصد الأموال الضخمة من أجلها حتى في الأماكن التي لا يوجد بها نصارى أصلا . وما معركة الأراضي والأديرة والاستيلاء على مئات الأفدنة في الصحراء بوضع اليد أو بالتخصيص الإجباري عن طريق ابتزاز السلطات إلا حلقة من حلقات نزع الهوية المصرية العربية الإسلامية لحساب المؤسسة الاستعمارية الصليبية العالمية !

إنهم اليوم يطالبون ببناء كنائس بلا حدود .. فمتى يطلبون هدم المساجد بلا حدود ؟

حاشية :

1 – اعتقلت السلطات ناشر كتاب عن البرادعي ، ولم تعتقل المؤلف .. هل يرجع ذلك إلى أن الناشر مسلم رخيص القيمة ، والمؤلف طائفي متمرد شديد التعصب مع ادعائه أنه علماني ؟ يقول المرتزقة إن المسلمين في مصر ليسوا مضطهدين !!

2 – قناة تركيا العربية التي بدأت البث منذ أيام شيء يفرح !إنها تقدم تركيا المتقدمة المتطورة النظيفة .. تعلموا منها يا من تعتمدون على الأذرع البوليسية والأبواق الكذابة والردح القبيح .. لقد صحح المسلمون هناك الوضع الاقتصادي وحققوا التوافق الاجتماعي وراحوا يعملون بدأب وهمة لرفعة بلادهم !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق