الأربعاء، 24 مارس 2010

المصرى اليوم بتاريخ 2007 تكتب عن دكتور نظمى لوقا

جريدة المصرى اليوم تاريخ العدد الاربعاء ٢٦ سبتمبر ٢٠٠٧ عدد ١٢٠٠ عن مقالة بعنوان [ نظمي لوقا حفظ القرآن والأحاديث.. وأصدر كتاباً عن الرسول في رمضان ] كتب محمد كامل ٢٦/٩/٢٠٠٧

الدكتور نظمي لوقا كاتب مسيحي لم يكن كاتبا عاديا وإنما هو أديب معروف ويحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة، حفظ القرآن الكريم وهو في التاسعة من عمره وتعلم اللغة والبلاغة وحفظ الأحاديث عن الرسول مما جعل بينه وبين الرسول قرباً ويكاد يقدس ابن الخطاب وابن أبي طالب وعشق المتنبي ورغم أنه مسيحي إلا أنه ألف كتاباً أسماه «محمد الرسالة والرسول»
ونزل الكتاب في شهر رمضان ضمن الكتب الدينية التي تغمر الأسواق في هذا الشهر ليكون خير دليل عن عشقه للرسول والإسلام وهو مسيحي، وقد نشرته مجلة الإذاعة والتليفزيون في أوائل رمضان في ٣ يناير ١٩٥٩.
ويبدو أن «الدكتور نظمي لوقا» مؤلف الكتاب قد استشعر الفضول الكبير الذي سيملأ القراء وهم يرون اسمه المسيحي علي كتاب يعالج موضوعا إسلاميا، حيث يقول الكاتب في مقدمة الكتاب: «إني لأسال من يستكثر الإنصاف علي رسول أتي بغير دينه، أما يستكثر علي نفسه أن يظلمها أو يحملها علي الجحود والجور؟.. ولست أنكر أن بواعث كثيرة في صباي قربت بيني وبين هذا الرسول، وليس في نيتي أن أنكر هذا الحب أو أتنكر له، بل إني لأشرف به وأحمد له بوادره وعقباه».
ورغم أنه لم يرو في الفصلين الأول والثاني جانبا من البواعث التي قربت بينه وهو لا يزال صبيا صغيرا، وبين الرسول فقد كان وهو صبي صغير دون السادسة يتردد كل يوم علي مسجد في السويس وحفظ الفتي المسيحي القرآن وهو في التاسعة من عمره، وتلقي دروسا في اللغة والبلاغة علي أيدي الشيخ «سيد البخاري»
ولم يكن تأثير ذلك الشيخ علي الفتي مقصورا علي هذه الحصيلة الأدبية واللغوية الغزيرة والتي جعلت بين الفتي وسيرة الرسول ألفة ويكاد يقدس ابن الخطاب وابن أبي طالب وتأثر أيضا بسلوكه الشخصي ومواقفه الإنسانية النبيلة وتسامحه الشديد ووعيه الديني السليم، كان الشيخ بذلك كله ذا أثر بالغ في نفس الفتي جعله يكتب عنه بعد أكثر من ثلاثين عاما بل وجعله أعز عليه من أهل الدنيا جميعا.
وتطرق «الدكتور لوقا» في كتابه إلي الديانات السماوية فيقول عن اليهودية إنها دين شعب معين دون سائر الشعوب وأنها ليست الديانة التي يهتدي بها الناس كافة، ويجدون فيها شبع حاجتهم الفطرية إلي العقيدة، وعن المسيحية يقول إنها لا تدعو إلي التوحيد والتنزيه فحسب، بل جعل المعشوق الأسمي الذي يتجه إليه وجدان كل إنسان هو الله فالمسيحية دين القلب الإنساني، ولذلك فقد ظل الناس بحاجة إلي دين جديد يجمع بين القلب والعقل ويتجه إلي الناس كافة لا يفرق بين شعب وآخر ويرضي أشواق الروح وحاجات الجسد معا، وهذا الدين هو الإسلام.
ويسميه الكاتب «دين البشر» وفصول الكتاب توضح كيف حقق الإسلام ورسوله ذلك كله، فيعرض فيها موقف الإسلام من «الله» و«الإنسان» و«النبوة» و«حواء» و«الزواج» ونظام الحكم وعلاقات الناس ومعاملاتهم ويناقش رأي الإسلام في هذه المشكلات وغيرها مستعينا بنصوص كثيرة من القرآن الكريم والأحاديث وسيرة الرسول.

ويقول الكاتب مجدى خليل الاقباط ببين الاندماج الوطنى والتذويب الدينى [وكان ضمن أعضاء مجلس قيادة الثورة شخصيات متأسلمة غاية التعصب مثل حسين الشافعي وكمال الدين حسين الذي فرض كتاب نظمي لوقا على المدارس الحكومية، ومن سخريات القدر أن يجلس كمال الدين حسين على المقعد الذي كان يحتله يوما ما طه حسين كوزيرا للتعليم. الفرق بين فترة الليبرالية وفترة الثورية هو الفرق بين طه حسين، وكمال الدين حسين.]
وفاة نظمي لوقا يوم 21/ 6/ 1987 م

وذكر جرجس حلمي عازر المستشار الصحفي للبابا شنودة وكانت رهبنة الأنبا شنودة "نظير جيد روفائيل" في 17 يوليو عام 1954 وشغل الراهب الجديد نفسه بإعادة كتابة مخطوطات الأديرة القديمة. وقام بطبعها ولما استدعاه البابا "كيرلس السادس" للانضمام إلي سكرتاريته والإقامة معه في الطابق السادس في المقر البابوي بالدرب الواسع ب "كلوت بك" اصطدم هذا الراهب بالدكتور كمال رمزي استينو نائب رئيس الوزراء وقتها بسبب كتاب أصدره الدكتور نظمي لوقا وأمر كمال الدين حسين وزير التعليم وقتها بطبع الكتاب وتوزيعه في مدارس مصر وسوريا وترك موقعه وعاد إلي الدير , وعندما أصبح البابا شنودة حرَّم الصلاة علي جثمان نظمى لوقا في الكنيسة لأنه هاجم المسيحية والمسيح ودارت أرملته -الكاتبة صوفي عبد الله- على الكنائس دون فائدة،

وهذه بعض مقتتفات من كتابات د/ نظمى لوقا

** " ما كان محمد - صلى الله عليه وسلم- كآحاد الناس في خلاله ومزاياه، وهو الذي اجتمعت له آلاء الرسل -عليهم السلام- وهِمّة البطل فكان حقاً على المنصف أن يكرم فيه المثل ويُحيّي فيه الرجل"(1).
** " لقد تخطّف الموت فلذات أكباد الرسول - صلى الله عليه وسلم- ليكون ذلك إيذاناً بأن البشر الرسول ليس له امتياز على سائر بني آدم، فتسقط دعوى الناس في التقصير عن الاهتداء به "(2).
** " إن هذا الرسول، حينما وقعت له تجربة الوحي أول مرة، وهو يتحنّث في غار حراء، صائماً قائماًً، يقلّب طرفه بين الأرض والسماء .. لم يأخذ هذه التجربة مأخذ اليقين، ولم يخرج إلى زوجه خروج الواثق بها، المتلهّف على شرفها. بل ارتعدت فرائصه من الروع، وقد ثقلت على وجدانه تلك التجربة الفذّة الخارقة .. ودخل على زوجه، وكأن به رجفة الحمى.. "(3).
** " إن لُباب المسألة كلّها أنك كنت يا أبا القاسم أكبر من سلطانك الكبير يدهش رجل بين يديك ويرتعش فتقول: هوّن عليك، لست بملك! إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القديد بمكة.. إن مجد هذه الكلمة وحدها يرجح في نظري فتوح الغزاة كافة وأبّهة القياصرة أجمعين. أنت بأجمعك في هذه الكلمة، وما أضخمها أيها الصادق الأمين! "(4).
** أي الناس أولى بنفي الكيد عن سيرته من أبي القاسم، الذي حوّل الملايين من عبادة الأصنام الموبقة إلى عبادة الله رب العالمين، ومن الضياع والانحلال إلى السموّ والإيمان. ولم يفد من جهاده لشخصه شيئاً مما يقتتل عليه طلاب الدنيا من زخارف الحطام"(5).
** " في آخر خطبة له، وقد تحامل على نفسه وبرز إلى المسجد، قال : ( أيها الناس، ألا من كنت جلدت له ظهراً فها ظهري فليستقد منه، ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه. إلا وإن أحبّكم إليّ من أخذ مني حقاً إن كان له، أو حلّلني فلقيت ربي وأنا طيّب النفس).. ما أعظم وأروع! فما من مرة تلوت تلك الكلمات، أو تذكرتها، إلاّ سرت في جسمي قشعريرة. كأني أنظر من وهدة في الأرض إلى قمة شاهقة تنخلع الرقاب دون ذراها. أبعد كل ما قدّمت يا أبا القاسم لقومك من الهداية والبّر والرحمة والفضل؛ إذ أخرجتهم من الظلمات إلى النور .. تراك بحاجة إلى هذه المقاصة كي تلقى ربك طيب النفس، وقد غفر
لك من قبل ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ ولكن العدل عندك بدأ. العدل عندك خلق وليس وسيلة .." (6).
** " بماذا يقاس الإيمان، إن لم يكن مقياسه الثبات عليه في أشد الظروف حلكة، وأدعاها للناس؟ وان لم يكن مقياسه أصبر في سبيله على المكاره؟ وإنها لمكاره من كل نوع. لعلّ المعنوي منها أقسى من المادي .. لم يساوم هذا الرسول ولم يقبل المساومة لحظة واحدة في موضوع رسالته، على كثرة المساومات واشتداد المحن.. فحيثما تعرض الأمر لدعوته وعقيدته فلا محل لمجاملة مهما قويت بواعثها. أهذا شأن من يملك من الأمر شيئاً ؟ أهذا شأن من لا تسيطر عليه قوة قاهرة أقوى من مراده وهوى نفسه؟ لقد ضُرِب وشُبِح وأُهِين في كل مكان فلم يعنه من ذلك شيء سوى خوفه أن يكون بالله عليه غضب فالا يمكن ربه غاضباً عليه فلا يبالي. وقريش تمنّيه بانقلاب الحال إلى ملك مؤهل وثراء مذلل فلا يفكر بشيء من ذلك طرفة عين ، ويعرض عنه بغير مبالاة. فالا يمكن نوراً هو الصدق الصادق فقد ارتكست مقاييس تجعل من صاحب هذه المواقف مساوماً .. طالب مغنم .. "(7).

الكتب التى ألفها نظمى لوقا

** محمد الرسالة والرسول .
** محمد في حياته الخاصة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق