بعد الحمدلله والصلاة والسلام على خير خلق الله نبينا محمد وعلى آله الطيبيين الطاهرين وصحبه منارات التوحيد الغر الميامين،، ثم أما بعد،
هذه قصة حصلت لمحدثكم مع أحد اليهود من زملاء الدراسة أترككم مع القصة ...
كنت في ذات يوم مع يهودي وكنا نتبادل أطراف الحديث عن الإهتمام المشترك بيننا وهو الأدب اليهودي العربي ... في لحظة صمت شعرت بشعور جامح أن أفتح حوار مع هذا اليهودي، وهو من المتدينين، حول إدعائهم أن النبي عليه الصلاة والسلام إقتبس قصص الأنبياء المذكورة في القرآن من كتبهم الدينية ولاسيما التوراة والتلمود .. ودار هذا الحوار
قلتُ: يا فلان، لدي سؤال لك؟
قال اليهودي: تفضل
قلتُ: أنتم تدعون أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام إقتبس أجزاء من القرآن من كتبكم، صحيح؟
قال اليهودي: نعم، (وهو يبتسم)
قلتُ: وما حجتكم في ذلك؟
قال اليهودي: حينما تنظر في قصص القرآن الكريم، تجدها تتطابق مع القصص الموجودة في التوراة والتلمود. والقرآن أخذ قصص أنبياء يهود كموسى ويوسف .. فهم أنبيائنا ولدينا قصصهم، وقطعاً محمد (عليه الصلاة والسلام) أخذها من اليهود.
قلتُ: وكيف أخذها من اليهود؟
قال اليهودي: كان هناك يهود كثر في الجزيرة العربية ولا سيما المدينة، ولا شك أنه أخذها منهم واليهودية ديانة أقدم من الإسلام وأقدم من محمد (صلى الله عليه وسلم) وهذا دليل أنه إقتبسها ...
قلتُ: هل لي بسؤال آخر؟
قال اليهودي: تفضل (وهو يشعر بنشوة النصر، ولا يدري ما أبيت له)
قلتُ: طريفٌ أنك ذكرت موسى عليه السلام وهو نبي عظيم من الأنبياء و...
قال اليهودي [مقاطعاً]: نعم هو نبي عظيم في اليهودية ونلقبه بنبي الأنبياء وجميع الأنبياء يخضعون لشريعته التي أتى بها ..
قلتُ: نعم هو بالفعل نبي عظيم، ولكن قل لي عن نسبه الكريم، كم جيلاً بينه وبين نبي الله يعقوب عليهما السلام؟
قال اليهودي: جيلين أو ثلاثة أجيال ..
قلتُ: معنى كلامك أنه قريب جداً من أبيه يعقوب .. أي، إن لم يكن أبوموسى قد إلتقى بـ لاوي وهو أحد أبناء يعقوب وممن هاجر من أرض كنعان إلى مصر، فجد موسى قطعاً قد إلتقى به، صحيح؟
قال اليهودي: ناخون (أي صحيح بالعبرية)
قلتُ: إن كان ماقلتهُ صحيحاً، فكيف تزعمون أن قصة نبي الله يعقوب المذكورة في توراة موسى مما أوحاه الله إليه؟ أليست المسافة الزمنية بين موسى ويعقوب جيلين أو ثلاثة؟ هذا دليل قطعي أن أقارب موسى الأكبر منه سناً كانوا على علم كامل بقصة أبيهم يعقوب فأبوموسى وجده وأعمامه وأخواله وعشيرته وبقية أسباط بني إسرائيل يعلمون بالقصة، فكيف تزعمون أن موسى أخذها وحياً من الله بالرغم من وجود صله مباشرة بأصحاب القصة؟ في حين أنكم تدعون أن نبينا محمد عليه الصلاة والسلام الذي أتى بعد يعقوب بمئات السنين، أكرر بمئات السنين، حينما أوحى الله سبحانه وتعالى له قصص هؤلاء الأنبياء صافية نقية بدون أن يكون فيها إضافات بشرية كفرتم به وزعمتم أنه إقتبسها من اليهود؟ مَنْ الأولى بالإقتباس ومَنْ الأولى بالوحي؟ أليس موسى الأولى بالنقل من أقاربه لقرب صلته بيعقوب؟ أوليس محمد عليه الصلاة والسلام الذي كان بينه وبين يعقوب مئات السنين الأولى بالوحي؟