من أجل مصر.. ومن أجل نهاية لكل الفتن التي نعيشها
اعتزل يا نجاسة البابا "أعتقد أنني مسئول عن سلامة مصر والمجتمع"...لا أجد لدي أي سبب أو مبرر لأكذب البابا شنودة فيما يقوله، فهو كأحد الكبار في هذا الوطن مسئول بالفعل عن سلامة مصر وسلامة المجتمع كله.
ولما قال الرجل إن مصر ليست وطنا نعيش فيه، ولكن وطناً يعيش فينا، كان صادقا وعميقا في آن واحد... فمصر لا نحبها لأننا نعيش فيها ونستفيد منها، ولكن بقدر ما تعيش فينا ونفيدها.
لكني لا أستطيع - في الوقت نفسه - أن أغض الطرف عن قناعة يقرني عليها كثيرون ممن ينظرون إلي ملف الفتن الطائفية التي توالت علي مصر، وهي أن البابا شنودة هو المسئول الأول عن حالة الاحتقان الذي نعيشه وصلت ذروتها في المظاهرات التي استهدفت البابا ذاته، وهي المظاهرات التي لا يرضي عنها أحد، لأنها أهانت الرجل وقللت من شأنه.
لقد أوجعت هذه المظاهرات البابا شنودة وأبكته، وهو الرجل الكبير الذي لم يعد يحتمل الإهانة أو الصراع، أو الدخول في معارك تكسير عظام، لكن ورغم ما تعرض له البابا من تنكيل، إلا أنه لم يتخل في كل حواراته التي أدلي بها عن روحه غير المتسامحة.
أراد البابا أن يصلح ما أفسده الأنبا بيشوي بتصريحاته، فهدم المعبد علي رؤوس الجميع، لم يعتذر ولم يتراجع، بل قال إن الأقباط في أزمة، وإنه لن يتحدث لأن الله يعلم كل شيء، فهل بعد هذا تحريض؟
أعرف أن عزل البابا شنودة كنسيا له شروط محددة منها الهرطقة أو الجنون، لكني لن أتحدث عن اللائحة ولا عن تنفيذها أو تفعيلها، فلها شأنها ولها رجالها، ثم إن البابا لا هو مهرطق ولا هو مجنون، معاذ الله أن يقول أحد ذلك.
ما أريده أن يفعله البابا شنودة بنفسه، أن يعتزل منصبه، ويترك الفرصة لقادم آخر من بين الرهبان ليحتل المنصب، ليعيد له بريقه ولمعانه وقدرته علي أن يساير الأوضاع الحالية.
ولا يعتقد قداسة البابا أني أطالبه بأن يفعل ذلك، لأن هناك بعض الجماعات الإسلامية السلفية تريد ذلك، أو طالبته بذلك، ولكن لأن مصلحة مصر هي غايتنا، ولأن كل الفتن التي تحاصرنا الآن يمكن أن تنتهي إذا رأي المجتمع أن الكنيسة تدخل عهدا جديدا.
لقد طالبت يا قداسة البابا بأن نطوي الصفحات القديمة وأن نبدأ صفحة جديدة، وأعتقد أن العقل والمنطق يقول أن أي صفحة جديدة لا يمكن أن تكون فيها الوجوه القديمة بكل ما تمثله من قيم وأفكار، وأنت يا قداسة البابا مهما جري وجه قديم، ومازلت تلقي بظلالك علي كل ما يدور في الكنيسة، وهو ما يعني أنك يمكن أن تخفف من أحمالك وأحمال المجتمع كله، وتعود إلي ديرك مرة أخري.
العودة إلي الدير مرة أخري يا قداسة البابا هي الأفضل لك في هذه المرحلة من عمرك، اغتنمها فرصة يا قداسة، وقدم المثل والقدوة لغيرك، فعندما لا يكون الظرف مناسبا لأن تبقي فلابد أن ترحل..ارحل الآن يا قداسة البابا قبل أن تتجاوزك الأحداث.
لا أريد أن أخوض في تفاصيل أكثر.. ولكنها رسالة مختصرة وصغيرة.. اعتزل يا قداسة البابا من أجل مصر..ومن أجل أن نري نهاية لكل ما نراه من فتن... اعتزل يرحمك ويرحمنا الله. |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق