الجمعة، 15 أكتوبر 2010

الطائفية والأزهر



الأزهر والطائفية

د. حسن الحيوان | 13-10-2010 23:37

هل وصل الخزي والهوان لضعف الدولة أمام القوى الغربية العلمانية الداعمة لإسرائيل و لتخاذلها أمام البلطجة الطائفية القبطية ورموزها لدرجة انكماش دور الأزهر ليكون علماني الموقف والتوجه,نحن بصدد تلخيص الأزمة ثم تحديد موقف الأزهر ثم توضيح خطورة هذا الموقف.

-أولا :تلخيص الأزمة

اعتقال الكنيسة,مثلا وليس حصرا,لكاميليا بسبب تحولها للإسلام يعنى الاعتداء المعلن على الدستور وسيادة القانون وحرية العقيدة مما دفع المصريين للتظاهر السلمي المتصاعد حيث كان رد البابا فى منتهى التحدي(راجع المقالين السابقين)

-تصريحات بيشوى:

1-الإسلام يمثل احتلالا لمصر والمسلمون هم ضيوف على المسيحيين ولن نسمح بالرقابة على الكنائس(مثل المساجد)ومستعدون للاستشهاد فى سبيل عدم تمكين الدولة من ذلك.

2-ازدراء مباشر للقرآن الكريم ووصف بعض آياته بأنها محرفة.

البابا اعتذر عن هذه التصريحات ثم تراجع وقال لم ولن أعتذر وهو يأسف فقط لمشاعر المسلمين ولا يأسف لصدور هذه التصريحات التي سبقتها تصريحات مماثلة من رموز قبطية أخرى مدعومة من البابا اى أنها سياسة وليست مجرد تصريحات شخصية غير موفقة, تكررت المظاهرات وكان رد البابا هو التهديد المعلن بالقيام بمظاهرات للمسيحيين مضادة للمسلمين مع مطالبة الأجهزة الأمنية علنا بالتصدي لمظاهرات المسلمين واعتقال رموزها.

الخلاصة: الكنيسة تعمل على السيطرة بالقوة على عقائد المواطنين وتفرض نفسها, ليس فقط كما يقال "كدولة داخل الدولة" بل دولة فوق الدولة"

--- ماذا يريد الأزهر أكثر وأخطر من ذلك ---

ثانيا : موقف الأزهر: لم نلاحظ أي موقف بشأن أزمة كاميليا ولا بخصوص التصريح الأول لبيشوى وكان للأزهر موقف فقط بشأن التصريح الثاني وهو عدم القبول بالتشكيك فى القرآن الكريم وعقيدة المسلمين.

ثالثا : خطورة موقف الأزهر

موقف علماني واضح وكأنه مؤسسة علمانية معنية فقط بعقيدة المسلمين دون شريعة المسلمين(وهو المطلوب بالضبط من الغرب وإسرائيل) وكأن الإسلام عقيدة فقط مختص فقط بالعلاقة بين المسلم وربه وليس الإسلام عقيدة وشريعة مختص أيضا بضبط وتنظيم علاقة المسلمين ببعضهم وبالمجتمع وبالمجتمعات الأخرى وأصحاب ذوى العقائد والمذاهب والثقافات الأخرى وبشأن كل مجالات الحياة.

-إن التصريح الأول لبيشوى أخطر بكثير على المسلمين ومصر والمصريين من التصريح الثاني بل أخطر من حرق نسخ من القرآن الكريم.. فالمسلمون يعتقدون تماما فى الآية الكريمة "إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون" ويستحيل وجود اى تأثير للتصريح الثاني على مسلم واحد بالعالم.

-أضعف وأهون موقف للأزهر كان لابد أن يكون بتأكيد الحقائق الموثقة وهى أن الإسلام حكم مصر حوالي قرنين فى أغلبية مسيحيه كبيره وبالاقتناع دخلوا فى الإسلام وقام المسيحيون بأنفسهم بتحويل الأغلبية تدريجيا للمسلمين,والمؤكد والبديهي أنه لم يتم استيراد مسلمين لمصر من الخارج ولم تحدث هجره للمسلمين من أي مكان بالعالم إلى مصر,كما أن الجزية التي كانت تدفع مره واحده سنويا كانت قيمتها لا تتعدى أجر ثلاثة أيام ويستحيل أن تكون سببا فى أن يترك المسيحي عقيدته ويدخل فى الإسلام,كما يزعم البعض كذبا أو جهلا.

-الإسلام عقيدة وشريعة شامله لكل مجالات الحياة والدستور يدعم الأزهر ويؤكد على أنه الدين الرسمي للدولة وأن مبادئ الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ,والأزهر ينكمش بمنتهى الضعف فى إطار العقيدة فقط... وعلى العكس المسيحية لا تمثل شريعة شامله لمجالات الحياة فى حين أن الكنيسة تتمدد وتتجبر عقائديا وسياسيا واقتصاديا وطائفيا, وتتبنى مشروعا متكاملا فى منتهى الخطورة على الأمن القومي المصري.

-أن العلمانية قضت على المسيحية بالحضارة المادية الغربية الحالية وليس للأزهر أي دور إلا ضرورة القضاء على العلمانية فى بلادنا لاستعادة كرامتنا و هويتنا وحضارتنا.

د.حسن الحيوان

رئيس جمعية المقطم للثقافة والحوار

hassanelhaiwan@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق