الثلاثاء، 12 أكتوبر 2010

شنودة وجهله ودليل إدانته وتطاوله على القرآن كما قال دكتور عمارة


القـــــــرآن والمسيحــيــــة ... إسلام ومسلمون في حياة البابا شنودة

إشراف/ محمد الباز

القـــــــرآن والمسيحــيــــة ... إسلام ومسلمون في حياة البابا شنودة
في ديسمبر 1970 خصصت مجلة «الهلال» عدداً كاملاً عن القرآن .. ورأت أن تستكتب فيه البابا شنودة ليعرض فيه وجهة نظره ويسرد علاقته بالقرآن الكريم.. وبالفعل ساهم البابا في العدد بمقال عرض فيه لوقع الحديث عن السيدة مريم والنصاري في آيات القرآن الكريم.. وهذا هو نص المقال الذي يعتبر من الوثائق المهمة في حياة وتاريخ البابا شنودة: «تعرض القرآن للمسيحية.. شرح كيف أنها ديانة سماوية، ديانة إلهية، أرسلها الله هدي للناس ورحمة، علي يد المسيح بن مريم. والمؤمنون بالمسيحية سجل القرآن أن لهم أجرهم عند ربهم، وأنهم غير المشركين وغير الذين كفروا.. وقال أيضاً.. إنهم أقرب الناس مودة إلي المسلمين، وإنهم متواضعون لا يستكبرون. وشخص المسيح له في القرآن مركز كبير. إنه كلمة الله، روح منه. ولد بطريقة عجيبة لم يُولد بها إنسان من قبل ولا من بعد، بدون أب جسدي، ومن أم عذراء طهور ولم يمسها بشر. ومات ورفع إلي السماء. بطريقة عجيبة حار فيها المفسرون والعلماء علي الأرض يهدي الناس، ويقوم بمعجزات لم يعملها أحد مثله. وقد هدي الناس عن طريق تبشيرهم بالإنجيل. والإنجيل له مكانة عظيمة في القرآن الذي كان مصداقا له وداعيا الناس إلي الإيمان به. ولم يذكر القرآن إطلاقاً أنه نسخ التوراة أو الإنجيل، بل علي العكس ذكر أن المؤمنين ليسوا علي شيء حتي يقيموا التوراة والإنجيل. وللعذراء مريم أم المسيح مركز ممتاز في القرآن، في بتوليتها وطهرها ونسكها وعبادتها وتشريف الله لها واصطفائها علي نساء العالمين. وقد تحدث القرآن أيضاً عن الحواريين تلاميذ المسيح. وتحدث عن بعض العقائد المسيحية.. وهنا يظهر الخلاف بينه وبين المسيحية. شيء من ذلك خلاف حقيقي، وشيء آخر لا يمكن أن نسميه خلافاً وإنما هو محاربة لبعض البدع الدينية التي كانت سائدة وقتذاك، والتي تحاربها المسيحية أيضاً، والتي لم تكن في يوم من الأيام من عقائد المسيحية كما يخطئ البعض في الفهم والتفسير، وما أكثر المِلل التي تقوم في كل جيل، يحارب أخطاءها أولياء الله الصالحون وسنعرض لكل هذا بالتفصيل. نظرة القرآن إلي النصاري: يدعوهم القرآن «أهل الكتاب» أو «الذين أوتوا الكتاب من قبلهم» أو «الذين آتيناهم الكتاب» أو «النصاري». ويصفهم القرآن بالإيمان وعبادة الله، وعمل الخير. ويقول في ذلك (من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يؤمنون بالله واليوم الآخر، ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، ويسارعون في الخيرات، وأولئك من الصالحين). «سورة آل عمران 113، 114». ويقول أيضا: (الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوتة. أولئك يؤمنون به) «سورة البقرة 121». (ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله). «سورة النساء 131». (الذين آتيناهم الكتاب من قبله، هم به يؤمنون). «سورة القصص 52». هم إذن من المؤمنين، يعبدون الله ويسجدون لله وهم يتلون آيات الكتاب طوال الليل. يؤمنون بالله وبالكتاب واليوم الآخر، وهم من الصالحين ولذلك أمر القرآن بمجادلتهم بالتي هي أحسن. وفي ذلك يقول (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلاّ بالتي هي أحسن، إلا الذين ظلموا منهم وقولوا آمنا بالذي أنزل إلينا وأنزل إليهم وإلهنا وإلهاكم واحد، ونحن له مسلمون) «سورة العنكبوت 46». ولم يقتصر القرآن علي الأمر بحسن مجادلة أهل الكتاب بل أكثر من هذا: وضع القرآن النصاري في مركز الإفتاء في الدين فقال: (فإن كنت في شك مما أنزلنا إليك، فاسأل الذين يقرأون الكتاب من قبلك) «سورة يونس 93». وقال أيضاً: (وما أرسلنا قبلك إلا رجالاً نوحي إليهم، فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) «سورة الأنبياء 7». ووصف القرآن النصاري بأنهم ذو رأفة ورحمة: وقال في ذلك (وقفينا بعيسي بن مريم، وأتيناه الإنجيل، وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة) «سورة الحديد. 27». واعتبرهم القرآن أقرب الناس مودة للمسلمين، وسجل ذلك في سورة المائدة حيث يقول: (لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود، والذين أشركوا، ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري. ذلك بأن منهم قسيسين ورهباناً وأنهم لا يستكبرون) «سورة المائدة 82». ونلاحظ في هذه الآية القرآنية تمييز النصاري عن الذين أشركوا. لأنها هنا تذكر ثلاث طوائف واجهها المسلمون، وهي اليهود والذين أشركوا في ناحية، والنصاري في ناحية أخري. فلو كان النصاري من المشركين، لما صح هذا الفصل والتمييز. إن التمييز والفصل بين النصاري والمشركين أمر واضح جداً في القرآن.. ولا يقتصر علي النص السابق، وإنما سنرد هنا أمثلة أخري.. منها قوله: (إن الذين آمنوا، والذين هادوا، والصابئين، والنصاري، والمجوس، والذين أشركوا. إن الله يفصل بينهم يوم القيامة) «سورة الحج 17». نفس هذا التمييز نجده في الآية 186 من سورة آل عمران، ونجده واضحاً «في قوانين التزويج المشترك». وفي قوانين الجزية. ولا يتسع المجال في هذه العجالة لبحث مثل هذا الموضوع الواسع. علي أنني سأعود إلي التكلم فيه في نهاية هذا المقال، أما الآن فيكفي في نظرة القرآن إلي إيمان النصاري أن نورد قوله (إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصاري والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلهم أجرهم عند ربهم، ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون) «سورة البقرة 62»، وقوله. تعالي: (الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون والنصاري من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون) «سورة المائدة 69». نظرة القرآن إلي الإنجيل: يري القرآن أن الإنجيل كتاب مقدس سماوي منزل من الله تجب قراءته علي المسيحي والمسلم وكل من آمن بالله. فيقول: (نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه. وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدي للناس) «سورة آل عمران 3،4». ويقول أيضاً: (وقفينا علي آثارهم بعيسي بن مريم مصدقاً لما بين يديه من التوراة وآتيناه الإنجيل فيه هدي ونور، ومصدقاً لما بين يديه من التوراة وهدي وموعظة للمتقين وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه، ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون. وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه) «سورة المائدة 46ـ48». وكون القرآن مصدقاً لما بين يديه من الكتاب، فهذا يعني صحة الإنجيل والتوراة وسلامتهما من التحريف. وإلا فإنه يستحيل علي المسلم أن يؤمن بأن القرآن نزل مصدقاً لكتاب محرف. كذلك لو كان التوراة والإنجيل قد لحقهما التحريف، ما كان يأمر قائلاً: (وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه. ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون). بل ما كان يصدر أيضاً الأمر (قل يا أهل الكتاب لستم علي شيء حتي تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم). «سورة المائدة 68». وما أكثر الآيات القرآنية التي تسجل أن القرآن نزل مصدقاً لما بين يديه من الكتاب، يطول بنا الوقت إن حاولنا أن نحصيها.. وما أكثر الآيات القرآنية التي تدعو إلي الإيمان بالإنجيل والتوراة، نذكر منها غير ما سبق: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل علي رسوله، والكتاب الذي أنزل من قبل، ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر. فقد ضل ضلالاً بعيداً). «سورة النساء 136». ونلاحظ في هذا النص أنه قال: (كُتبه) ولم يقل كتابه. فيجب الإيمان بجميع الكتب الإلهية التي أرسلها هدي ونوراً وموعظة للمتقين.. وقد ورد في سورة البقرة عن أهمية هذا الإيمان (الذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون. أولئك علي هدي من ربهم وأولئك هم المفلحون) «البقرة 4،5» (قولوا آمنا بالله وما أنزل إلينا وما أنزل إلي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي والنبيون) «البقرة 136» وقوله تعالي: (قل آمنا بالله وما أنزل علينا وما أنزل علي إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسي وعيسي والنبيون من ربهم) «آل عمران 84». (لستم علي شيء حتي تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم) «سورة المائدة 68». اقتصر الآن علي هذا القدر القليل وقبل أن أترك هذه النقطة أقول إن كل ما سبق ينفي بأسلوب قاطع الفكرة الخاطئة التي ظنها البعض وهي أن القرآن نسخ التوراة والإنجيل!! من المحال أن يكون ناسخاً لها في الوقت الذي يدعو إلي الإيمان بهما ويحذر من إهمال ذلك. ملاحظة أخيرة أنبه القراء.. وهي أن القرآن.. في كل سوره وآياته عندما يذكر الإنجيل، وإنما يعني الإنجيل الذي بشر به المسيح. ولم يرد في القرآن حرف واحد عن ذلك المؤلف المزيف الذي أسماه كاتبه (إنجيل برنابا). إن اسم برنابا هذا غير موجود علي الإطلاق في القرآن. كما أن كثيراً من تعاليمه ومعلوماته متنافية ومناقضة لتعاليم القرآن. في سنوات دراسته الأولي كان البابا شنودة يدرس الإسلام في مقررات التاريخ بمناهج التعليم.. لم يكن أي فارق بين المسلم والمسيحي في ذلك.. كان يتم استذكار مادة التاريخ الإسلامي كمادة مقررة ويؤكد البابا شنودة ما هو أكثر من ذلك يقول: قرأت القرآن في سنواتي الأولي وقد أثر علي لغتي.. وبعد ذلك كنت معجبا بمكرم عبيد كرجل نزاهة ورجل فصاحة ولغة.. ومعروف أن مكرم عبيد قرأ القرآن.. ودرسه وحفظه، وكان من كبار الخطباء والبلغاء في عصره.. ومازلت أذكر له الكثير «لاتفرحوا لشهوة نلتموها بل لشهوة أذللتموها» وهو كلام جميل.. واسمع أيضا قوله: الرجل الحق هو الذي يتطور دون أن يتغير.. ويكبر دون أن يتكبر ويحتفظ بثباته في وثباته «تأمل الجناس هنا.. وفي تحكمه علي ديوان المحاسبة أيام أمين عثمان باعتباره قد تحول إلي ديوان محاسيب يقول: وماذا يضير الحسيب بعد أن يصير حَسّيباً والفرق بينهما شدة، وقد تنفع الشدة في وقت الشدة»، وكنت أعجب لذلك بالأسلوب البياني والفصاحة اللغوية.. وأحفظ من النثر كما أحفظ من الشعر.. وأكتب النثر كما أكتب الشعر لا أتعمد حفظهما ولكنها تلصق بذهني تلقائيا. لقد ماتت والدة البابا شنودة دون أن ترضعه.. وتشاء عجائب الأقدار أن تكون أول سيدة ترضعه من إحدي الجارات المسلمات التي جاءت لتشارك في العزاء، حملت الطفل بينما كان الجميع في دوامة الحزن والمفاجأة، ولذلك يقول البابا شنودة دائما: حنان الأم الذي فقدته من اللحظة الأولي وجدته في كثيرات من المسيحيات والمسلمات. علاقات البابا برجال الدين المسلمين ليست علاقات رسمية.. بل فيها مساحات كبيرة من الود.. فعندما زار د.طنطاوي شيخ الأزهر كان وقتها مفتيا وحدثت الزيارة في دار الافتاء.. رأي فيه -كما يقول هو- روحانية وإيمانا عميقا ومحبة صادقة بينهما وشعر معه بتقارب فكري يقول البابا شنودة عنه: الدكتور طنطاوي طيب القلب ونزيه وبسيط وودود، تشعر معه بمودة من أول لقاء.. نحن نجلس دائما ونجلس معا نتبادل الفكاهات وأحاديث الأدب وأبيات الشعر، وقد سافرنا معا إلي أبوظبي لحضور مؤتمر عن القدس ولفت نظر الحاضرين أننا معا أصدقاء ونحن دائما فكر واحد، ولم يحدث أن وجدت اختلافا في أفكارنا.. المؤمنون لايختلفون وقد أصبح من المعتاد أن ندعي معا في اللقاءات والندوات. ويلفت البابا شنودة النظر إلي أنه يحب أن يستمع إلي الدكتور طنطاوي فهو يحفظ القرآن كله ويرد عن ظهر قلب كل الآيات التي وردت في القرآن في كل موضوع وهذا يعطي لحديث د.طنطاوي -كما يقول البابا- عمقا ومصداقية، ويكمل: يجذبني إليه حديثه الروحي وأتابع أحاديثه في التليفزيون في برنامج حديث الروح.. أنا أشعر من قلبي أن شيخ الأزهر نقي ومستعد لأن يساعد كل إنسان باخلاص لمرضاة الله وليس لمرضاة البشر. العلاقة الأكبر في حياة البابا شنودة كانت مع الشيخ الشعراوي يرحمه الله يقول عنها البابا شنودة: علاقتي به بدأت بالإختلاف.. سمعت أنه يثير الأقباط في أحاديثه في التليفزيون.. وعرفت بعد ذلك أنه مريض يرقد في مستشفي في لندن ووجدت مشاعري معه وأحسست بالقلق عليه.. فاتصلت ببعض الكهنة المصريين في لندن وطلبت منهم أن يقوموا بزيارته بالنيابة عني واتصلت بالطبيب المعالج وهو مصري قبطي أعرفه جيدا وأوصيته أن يبذل أقصي ما يستطيع ويتفرغ لعلاج الشيخ الشعراوي.. وعندما عاد بالسلامة إلي مصر زراني وقال لي: أولادك هناك طوقوا عنقي، ثم دخل فضيلته المستشفي في مصر فقمت بزيارته وتبادلنا أحاديث ودية ربطت بيننا. يكمل البابا شنودة روايته: وعندما توفي إبراهم فرج اتصل بي السيد فؤاد سراج الدين وطلب أن تكون الصلاة علي الجثمان في الكاتدرائية وأبلغته أني سأقوم بأداء الصلاة، وحضر الشيخ الشعراوي إلي الكنيسة وحضر الصلاة وألقيت كلمة بعد الصلاة قلت فيها: إن داوود النبي عندما حضره الموت أوصي ابنه سليمان وقال له: يابني أنا ماض في طريق الأرض كلها فتشدد وتشجع وكن رجلا.. وهكذا نحن ماضون في طريق الأرض كلها وتذكرت أبياتا من الشعر الذي أكتبه قلت فيها: لست أدري كيف نمضي أو متي كل ما أدريه أنا سوف نمضي في طريق الموت نجري كلنا في سباق.. بعضنا في إثر بعض كبخار مضمحل عمرنا مثل برق سوف يمضي.. مثل ومضي يا صديقي كن كما شئت إذن وامض في الآفاق من طول لعرض أرض آمالك في الألقاب أو ارضاها في المال أو في المجد ارض آخر الأمر ستهو مجهداً راقدا في بعض أشجار بأرض يصمت القلب ويبقي هادئا لم يعد في القلب من خفق ونبض ما ضجيج الأمس في القلب إذن؟ أين بركانه من حب وبغض؟ ولما انتهي الجناز عدنا معا فلم يجد سيارته فطلبت منه أن يجلس معي إلي أن تأتي السيارة من زحام السيارات، وجلسنا نتحدث أكثر من ساعة، طلب مني أن أتلو عليه الأبيات مرة أخري، ثم طلب مني أن أقول له بعض أشعاري وأهديته نسخة من ديوان «إنطلاق الروح» الذي يضم بعض أشعاري، وبه أنا متجول في هذا الديوان قصيدة بعد أخري، ووجدت أن الشيخ الشعراوي هو أيضا شاعر رقيق جدا.. وحين التقيت به مرة ثالثة في القصر الجمهوري ونحن نهنيء الرئيس مبارك بنجاته من مؤامرة أديس أبابا قال لي الشيخ الشعراوي: لقد قرأت كتابك كله وأعجبني وما وجدت فيه كلمة تخالف الإسلام.. فقل لي آخر قصيدة كتبتها.. قلت له: آخر قصيدة لم أكتبها بعد، لعلك تقصد أحدث قصيدة وهي بعنوان مشاعر أقول فيها لكنها مشاعر تمكث دائما معي تسكن في حشاشتي.. في مهجتي.. في أضلعي مشاعر تتبعني في صحوتي.. في مضجعي تظهر في ابتسامتي.. في ضحكتي.. في أدمعي تجري دواما في دمي تمكث.. أعي أو لا أعي كم قلت لها عني بعيدا وارجعي لكنها مشاعر تمكث دائما معي تجري دواما في دمي.. كنت أعي أو لا أعي امتدح الشيخ الشعراوي هذه الأبيات وتبادل الرجلان الكبيران الهدايا.. أهدي الشيخ الشعراوي البابا شنودة عباءة ورد البابا بهدية هي كتاب لسان العرب لابن منظور.. وقال له: فضيلتك دارس وأستاذ للغة العربية.. فهذا كتاب في اللغة له مكانته. ليس هذا فقط فأثناء زيارات البابا شنودة إلي الخارج يحرص علي زيارة المساجد والمراكز الإسلامية والالتقاء بشيوخها، ويقول: في أستراليا أذكر أني وجدت الأقباط يريدون تكوين اتحاد لهم فقلت: يجب أن يكون هذا الايحاء للمصريين المهاجرين جميعا مسلمين وأقباط واتفقنا علي أن تكون الاجتماعات في مقر جمعية أبوبكر الصديق وأن يكون المنسق هو باسيا ميوس ممثل الجمعية القبطية.. وفي سوريا زرت مسجد أبوالنور في دمشق وألتقيت فيه بالشيخ أحمد قفتارو مفتي سوريا وألقيت محاضرة كان لها طابع الدين والسياسة معا، وكان المسجد ممتلئا وهو من سبعة طوابق، كان الحاضرون 120 ألف من المسلمين واستقبلوني مع الآباء البطاركة والمطارنة بترحيب كبير.. وهذا ما حدث أيضا في لبنان.. حتي أن المفتي قال لي: أنت لست بابا الأقباط.. أنت بابا العرب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق