كتبهامحمود خليل ، في 4 أكتوبر 2010 الساعة: 16:05 م
بدأت عام 20 هجرى ومستمرة حتى اليوم
تاريخ الارهاب والخيانات المسيحية ضد المسلمين على مر العصور (1)
كتب محمود خليل:
يخطىء من يظن أن ارهاب المسيحيين فى مصر هو وليد اليوم أو منذ تولى شنودة البطريركية, فى بداية سبعينيات القرن الماضى, فالتاريخ يؤكد أن خيانات المسيحيين لمصر وللحكام المصريين بدا مبكرا جدا ومنذ فتح القائد المسلم العربى عمرو بن العاص لمصر وتحرير المسيحيين وتحرير مصر من الارهاب والاحتلال الرومانى, كما يخطىء من يظن أن عمر بن الخطاب فتح مصر بناء على خطاب البطريرك المسيحى إليه مستنجدا به من الاضطهاد الرومانى, ولكن الخطاب عجل بذلك الفتح, فقد كانت الخطط الإسلامية هى فتح مصر للقضاء على الوجود الرومانى فى المنطقة العربية, بعد القضاء عليه فى بلاد الشام.
لقد بدأ المسيحيون –وهم من نسل بنى إسرائيل- حالة العصيان وتدبير المكائد ضد المسلمين منذ وقت مبكر جدا يعود إلى العام العشرين من الهجرة الشريفة, وكاتبوا الروم للعودة إلى احتلال مصر!! رغم التسامح الذى أولاه المسلمون لهم ولكل أهالى البلاد الذين فتحوها, ورغم أنهم بعد كل تمرد أو إعلان العصيان أو العمليات الارهابية التى يقومون بها ضد المسلمين وولاة الدولة الذين الذين كانوا يردون على عصيانهم ويخضعونهم للقانون, ويلزمونهم ببنود اتفاقيتى عقد الذمة المنصوص عليه في اتفاقيتي بابليون الأولى (الخاصة بأهل مصر قبل فتح الإسكندرية سنة 20هـ)، وبابليون الثانية (الخاصة بأهل الإسكندرية سنة 20هـ أيضا).
ورغم أن نقض المسيحيين لجميع الاتفاقيات المتعلقة بأهل الذمة خلال الفترات المبكرة من الفتح الإسلامى لمصر وكان في إمكان الحكام والولاة أن يبيدوهم عن بكرة أبيهم بموجب نقض المسيحيين للعقود المتعلقة بأهل الذمة, إلا أن الحكام المسلمين كانوا يعفون عنهم دائما بسبب تعاليم الإسلام الخاصة بالتعامل مع غفير المسلمين.
رغم هذا التسامح ظل المسيحيون يتربصون بالمسلمين ويتصلون بأخوانهم فى محبة الرب يسوع حسب زعهمهم حيث يمدونهم بالمال والسلاح, وظهر ذلك جليا فى حالات ضعف الدولة الإسلامية مثل الفترة بين سقوط الدولة الموية وصعود الدولة العباسية, مرورابتآمرهم مع الصليبيين أيام الحروب الصليبية على مصر والشام وتآمرهم ايضا على المسلمين ايام الاحتلال الفرنسى عام 1798م ثم الانجليزى عام 1882م لمصر, وصولا إلى العهد الحديث أيام العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956م حيث كان بعض المسيحيين من الجنود والضباط يذهبون للجنود الفرنسيين ويقولون لهم: نحن مسيحيون مثلكم!!, ورغم ذلك تغاضت اجهزة الدولة عن هذه الخيانات التى كان يجب محاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى, وقيل وقتها أن حكومة "الثورة" منعت اإلام عن تناول هذه الخيانات حتى لا تغضب الأمريكيين الذين تدخلوا لمساعدة حكومة "الثورة" ضد انجلترا وفرنسا وإسرائيل.
لقد حاولت حكومة "الثورة" أن تلبس المسيحيين لباس الوطنية ودمجهم فى المجتمع المصرى حتى أنها زورت التاريخ من اجل هذا الغرض حينما أنتجت فيلم الناصر صلاح الدين الذى يروى قصة شاب مسيحى يدعى اسه عيسى العوام، وجعلوه يحارب مع السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، ليصبح المسيحيون شركاء فى انتصار المسلمين على الصليبيين فى تحرير بيت المقدس؟!!
والحقيقة ان عيسى العوام لم يكن فى وقت من الأوقات مسيحيا ولكنه كان مسلما موحدا بالله وهو ما يكشف عنه بهاء الدين بن شداد في كتابه: "المحاسن اليوسفية" ما نصه: "عيسى الغواص الحقيقي كان مسلما. قال ابن شداد: "ومن نوادر هذه الواقعة ومحاسنها أن عواما مسلما كان يقال له: عيسى، وكان يدخل إلى البلد بالكتب والنفقات على وسطه ليلاً على غِرَّةٍ من العدو، وكان يغوص ويخرج من الجانب الآخر من مراكب العدو. وكان ذات ليلة شَدَّ على وسطه ثلاثة أكياس فيها ألف دينار وكُتُبٌ للعسكر، وعام في البحر فجرى عليه ما أهلكه، وأبطأ خبره عنا. وكانت عادته أنه إذا دخل البلد طار طير عرّفنا بوصوله، فأبطأ الطير، فاستشعر الناس هلاكه. ولما كان بعد أيام بينما الناس على طرف البحر في البلد، وإذا البحر قد قذف إليهم ميتا غريقا، فافتقدوه فوجدوه عيسى العوام، ووجدوا على وسطه الذهب وشمع الكتب. وكان الذهب نفقة للمجاهدين، فما رُؤِيَ من أدى الأمانة في حال حياته وقد أداها بعد وفاته إلا هذا الرجل".
وبالطبع يعلم الجميع خيانات المسيحيين أيام الحملات الصليبية على الشام حيث تحالفوا مع الغزاة وقدموا لهم كل ما يحتاجون إليه من ماء وغذاء ومعلومات ودلوهم على أماكن ومراكز الجيوش وأماكن الأسلحة وقواد الجيش والولاة.
على أية حال فقد كان من بين تلك العمليات الارهابية التى شنها المسيحيون فى مصر ضد المسلمين والسلطة الشرعية بها مايلى:
في ولاية عبد العزيز بن مروان (65- 86هـ علي مصر) قام بطريرك الكنيسة المصرية بالاتصال بملكي الحبشة والنوبة باعتبارهما أخوة فى محبة الرب محرضا اياهما على غزو مصر لتحريرها من قبضة المسلمين.
ثم تآمر المسيحيون على قتل الخليفة الأموي مروان بن محمد سنة 132هـ بعد أن تبين أنه مطارَد من قبل العباسيين.
كما استغل المسيحيون الفتنة التي قامت بين الأمين والمأمون فأعلنوا عصيانهم بقيادة قساوستهم ورهبانهم في الوجه البحري.
وفي عهد الوالي عبد الله بن عبد الملك بن مروان (86- 90هـ) تمرد المسيحيون ضد الدولة بقيادة قساوسة وادي النطرون وبطريرك الكنيسة في الإسكندرية.
وفي عهد قرة بن شريك (90- 96هـ) والي مصر تمرد المسيحيون وظل يطاردهم قرة بن شريك حتى توفي، واستطاع أسامة بن زيد التنوخي، الوالى الجديد إخماد الفتن.
ورغم تسامح عمر بن عبد العزيز الخليفة الأموي (99- 101هـ)، إلا أن المسيحيين تآمروا ضده سرا واتصلوا بالروم.
وفي عهد يزيد بن عبد الملك الخليفة الأموي (101- 105هـ) تآمر المسيحيون وتمردوا على الوالى مما أجبره أن يرسل جيشا لقمع تمردهم فوصفوه بالشيطان.!!
وفي عهد هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي (105- 125هـ) ورغم تسامحه مع المسيحيين إلا أنهم تمردوا وتم إنهاء التمرد.
وفي عهد هشام بن عبد الملك الخليفة الأموي (106- 126هـ)، وفي سنة 121هـ، أعلن مسيحيى الصعيد عصيانهم وعدم التزامهم باتفاقية بابليون الأولى والثانية وقاتلوا عمال حنظلة بن صفوان والي مصر (119- 124هـ), فأرسل لهم جيشا لقتالهم وقضى على فتنتهم، وبالشروط التي قبلوها والتزموا بها منذ الفتح الأول لمصر سنة 20هـ.
وفي في سنة 132هـ، قاد مسيحى من سمنود يدعى يحنس، وجمع حوله مجموعة كبيرة من المسيحيين المسلحين، حيث عاث قتلا وتقتيلا وحرقا فى كل من يقابله من المسلمين وممتلكاتهم, فأرسل عبد الملك بن موسى بن نصير والي مصر جيشا لمحاربته وقتل يحنس وفرق شمل المتمردين المسيحيين.
وفي عهد مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمويين (129-132هـ) أعلن المسيحيون بمدينة رشيد عصيانهم فأرسل الوالى إليهم جيشا قضى على تمردهم, وفي عهده أيضا وأثناء حروبه مع العباسيين تمرد أهل البشرود، واستغلوا فرصة انشغاله بهذه الحرب وتآمروا عليه، فكافأهم العباسيون في أول عهدهم واستكانوا بضع سنين, ولكنهم عادوا سريعا إلى هوايتهم فى التآمر على المسلمين ففى عهد أبو العباس السفاح الخليفة العباسي (132- 137هـ) تمرد المسيحيون مرة اخرى في مدينة سمنود بزعامة شخص يدعى أبو مينا، فبعث إليهم أبو عون والي مصر (133- 136هـ) جيشا هزِمهم، وقُتِل أبو مينا.
أعلن المسيحيون عصيانهم مرة أخرى تمردهم وعيانهم في مدينة سخا 150هـ إبان ولاية يزيد بن حاتم بن قبيصة على مصر (144- 152هـ)، وانضم إليهم مسيحيو البشرود وبعض مناطق الوجه البحري، فقويت شوكتهم بعد أن هُزِم الجيش الذي أرسله الوالي, وتبين أنهم كانوا على اتصال بالكنيسة البيزنطية من خلال الجواسيس الذين ينزلون الإسكندرية ومحافظات الوجه البحري على هيئة تجار, فكانوا يحرضونهم على التمرد والعصيان على دولة الخلافة, ويمدونهم بالأسلحة والمال, ولذلك كانوا يجاهرون بعدائهم للمسلمين وسلطان الخليفة.
وفى ولاية موسى بن علي اللخمي (155- 161هـ) تجمع عدد كبير من المسيحيين وحاولوا القيام بحركة عصيان فأرسل لهم جيشا وشتت شملهم.
وفي عهد عيسى بن منصور والي مصر سنة 216هـ أيام الخليفة المأمون (198- 218هـ) تمرد المسيحيون فى الوجه البحري فى البشرود أو البشمور (بين فرعي دمياط ورشيد) لدرجة أن المأمون قاد بنفسه جيشا كبيرا تمكن بقيادة قائده الشهير الأفشين، أن يلحق بهم الهزيمة.
أما سبب تمرد المسيحيين بصفة دائمة فى تلك المنطقة فيعود إلى طبيعتها حيث كانت تحيط بها المستنقعات والأوحال مما يعيق حركة الجند بخيولهم، مما كان يضطر الجند للانصراف عنهم, لكن الأشفين لم يهدأ إلا بعد اقتحام حصونهم وهزيمتهم حتى جاء كبار قساوستهم وأعلنوا الولاء لدولة الخلافة مرة أخرى.
قبل الخليفة المأمون إعلان الولاء من القساوسة حسب شروط اتفاقية بابليون الأولى والثانية, ثم غادر الخليفة المأمون مصر سنة 217 هـ عائدا إلى عاصمة الخلافة بغداد بعد أكثر من أربعين يوما، قضى خلالها على التمرد المسيحى, وكانت آخر حركة عصيان مسلح قام به المسيحيون فى الوجه البحري.
كان الخليفة المأمون تلقى كثيرا من اشكايات من الولاة والعمال المسلمين على مصر, فقال عمرو بن عبد الله الشيباني: استحضرني المأمون في بعض لياليه ونحن بمصر، فقال لي: قد كثرت سعايات النصارى، وتظلم المسلمون منهم، وخذلوا السلطان في ماله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق