حادثة"جيفوردز" تصدم أمريكا وتكشف "الخطاب المسموم" للمحافظين
محيط ـ انجي الخولي
|
وسارع اليسار الأمريكي إلى التنديد بالأجواء السياسية المخيمة وبـ "الخطاب المسموم" للمحافظين المتشددين، معتبرا أن هذين العاملين يوجدان خلفية مواتية لأعمال عنف ضد المعارضين السياسين.
وقال ايمانويل كليفر العضو الديمقراطي بمجلس النواب: "نحن الان في منطقة مظلمة في هذا البلد والاجواء مسمومة"،
ومن جانبها، وصفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون مرتكب حادث اطلاق الرصاص بأنه "متطرف" وقالت ان على الناس في كل أنحاء العالم أن يرفضوا الايديولوجيات المتطرفة.
وأدلت كلينتون بهذا التصريح في الامارات العربية المتحدة يوم الاثنين ردا على سؤال بشأن هجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001 التي نفذها تنظيم القاعدة.
وقالت كلينتون خلال لقاء مفتوح في الامارات : "لدينا متطرفون في بلادي. أطلق متطرف في بلادنا الرصاص مؤخرا على امرأة رائعة وشجاعة للغاية هي نائبة الكونجرس جيفوردز".
ومضت تقول: "لدينا نفس نوعية المشاكل. لهذا بدلا من الابتعاد عن بعضنا البعض يجب أن نحاول منع المتطرفين في أي مكان من ارتكاب أعمال عنف".
وأضافت "المتطرفون وأصواتهم .. الاصوات المجنونة التي تظهر أحيانا على شاشة التلفزيون لا تعبر عنا ولا تعبر عنكم وما يجب أن نفعله هو أن نتجاوز ذلك وأن نوضح أن هذا لا يمثل الافكار أو الاراء الامريكية ولا العربية".
ودفع حادث اطلاق النار العشوائي اعضاء مجلس النواب في واشنطن الى تأجيل جدول عملهم لهذا الاسبوع بما في ذلك تصويت على رفض برنامج اصلاحي اقترحه أوباما لقانون الرعاية الصحية الذي ينص على ضم 32 مليون أمريكي لا يتمتعون بأي تأمين صحي ويوسع من خطة التأمين الصحي الحكومي ليشمل الفقراء.
وتجدر الاشارة الى أن النائبة جيفوردز كانت قد حذرت في وقت سابق من انها تواجه ما اعتبرته تهديدات عنيفة بسبب تأييدها لقانون الرعاية الصحية.
وكان المشتبه به جاريد لي لوفنر والذي يبلغ من العمر 22 عاما قام بإطلاق النار السبت خلال تجمع سياسي في موقف سوبرماركت في توسون بولاية أريزونا ، مما تسبب في مقتل ستة أشخاص بينهم فتاة في التاسعة من العمر و14 جريحا بينهم النائبة الديمقراطية عن أريزونا .
وتشير التقارير الصحفية الى أن عملية إطلاق النار كانت من الممكن ان تؤدي إلى وقوع مزيد من الضحايا لولا تدخل باتريسيا مايش التي انقضت على مطلق النار ونجحت في تجريده من مشط ثان كان يهم بتلقيم مسدسه به، ما منعه من إطلاق رشق جديد.
جنون العظمة
|
وأعلن "اف بي اي" الثلاثاء تفتيش ملفات الكمبيوتر وسجلات هاتف لوفنر لمعرفة المزيد عنه والتوصل إلى اهدافه الحقيقة للهجوم ، مشيرة الى ان لوفنر لم يكن متصلا بأي مجموعة من مجموعات الكراهية أو المنظمات المتطرفة .
ونقل موقع " أس بي نيوز" الامريكي عن مصادر في الشرطة الامريكية ان لوفنر كان غاضبا من الحكومة وانه استهدف عضوة الكونجرس جيفوردز لأنها "تمثل حكومة" وانه كان يتابع نشاطها السياسي وتجولاتها خلال الفترة الأخيرة.
وأكدت المصادر ان تعليقات المتهم وكتباته على الانترنت تشير إلى انه يعاني من مرض عقلي ، موضحة ان اثنين من اصدقائه في المدرسة الثانوية أكدوا ان لوفنر كان منبوذا اجتماعيا وفاقد للثقة ولدية جنون عظمة.
وأشار اصدقائه إلى انه كان يشكك في اهداف الحكومة ويعتقد ان الادارة الأمريكية كانت وراء هجمات 11 سبتمبر ، وان الحكومة تشعر بالقلق من إنشاء نظام موحد العملة نقدية حتى تتمكن النخب الاجتماعية والبيروقراطيين من السيطرة على بقية العالم .
وكتب لوفنر على" اليوتيوب" ان افضل الكتب لديه هي "مزرعة الحيوانات" و "عالم جديد شجاع" وكتاب "كفاحي" و "البيان الشيوعي" ، "بيتر بان" .
وقال المحققون ان لوفنر اشترى مسدس جلوك المستخدمة في الهجوم في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي ، مشيرة الى انه لا يوجد دليل على أن أي شخص يعرف خططه لاطلاق النار أو ان لدية شريك.
وعثر المحققون على مظروف بمقر اقامة المتهم يحتوى على كتابة بخط اليد تقول "خططت مسبقا" و"اغتيالي" واسم "جيفوردز" الى جانب اوراق تحمل على ما يبدو توقيع لوفنر.
وكان لوفنر قد مثل أمام المحكمة بتهمة القتل والشروع في القتل.وقال الاثنين للمحكمة بصوت قوي وقد كبلت يداه انه يفهم التهم الموجهة له المتعلقة باطلاق النار بشكل عشوائي في توسون بولاية أريزونا يوم السبت الماضي.
وخلال جلسة المحكمة أمر القاضي لورانس اندرسون ببقاء المتهم في الحجز على أساس انه يشكل خطرا على المجتمع. وقرر القاضي عقد الجلسة الاجرائية التالية يوم 24 يناير / كانون الثاني.
يذكر ان وسائل الاعلام نشرت صورة لوفنر الاثنين وهو يضع ابتسامة عريضة على وجهه بعد اعتقاله مما اثار انتقادات الرأي العام .
تأبين الضحايا
|
وفي واشنطن يوم الاثنين نعى الرئيس الامريكي القتلى وقال ان الامريكيين يعمهم الحزن بعد اطلاق النار العشوائي في اريزونا.
وقال اوباما للصحفيين في البيت الابيض: "أهم شيء نفعله الان هو ان نهب أفكارنا وصلواتنا الى الذين تأثروا ونتأكد من اننا نتازر معا ونتحد كدولة".
ونكس الرئيس اوباما وزوجته ميشيل رأسيهما في لحظات من الصمت في الساعة 11 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة الاثنين حدادا على ضحايا الحادث. وانضم لاوباما في لحظات الحداد زهاء 300 من موظفي البيت الابيض في يوم قارس البرودة في حديقة البيت الابيض.
وتحدث أوباما بشكل منفصل مع أسر الضحايا ومع باتريشيا ميش وروجر سالزبيرج اللذين شاركا في وقف المهاجم.
وقال نيك شابيرو المتحدث باسم البيت الابيض: "شكرهما الرئيس على عملهما البطولي وقال لهما ان سرعة تفكيرهما وشجاعتهما تمثل أفضل ما في أمريكا".
جيفوردز تتواصل مع الأطباء
|
ولا تزال جيفوردز ترقد في مستشفى بتوسون في أريزونا في حالة حرجة بعدما خضعت لجراحة في المخ. وقال الاطباء ان عدم زيادة حجم ورم بمخها يمثل علامة جيدة وانها لا تزال تستجيب لبعض الاوامر البسيطة مثل ثني أصابع اليد وتحريك اصابع القدم.
يذكر ان جيفوردز هي أول امرأة يهودية انتخبتها أريزونا في الكونجرس عام 2006 ثم أعيد انتخابها في نوفمبر/ تشرين الثاني بعد حملة سادها التوتر في ولاية أقرب إلى اليمين، وهي تنتمي إلى الجناح الوسطي في الحزب الديمقراطي وتميل إلى المحافظين على صعيد الضرائب والهجرة، غير أنها صوّتت لصالح مشروع أوباما لإصلاح النظام الصحي.
ومن سخرية المصادفات أن أصغر ضحايا الحادث كريستينا تايلور جرين البالغة من العمر تسع سنوات ولدت في 11 سبتمبر/ ايلول 2001 ''يوم انهيار البرجين في نيويورك''، كما روى والدها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق