الأحد، 9 يناير 2011

بأي ذنب قتلوا بلال

بأي ذنب قتلوا بلال

فراج إسماعيل | 07-01-2011 22:18

المسيحيون في مصر والعالم لم يطلبوا من أمن الأسكندرية أن يستخدم أساليبه المعتادة في التعذيب بدم بارد حتى يعثر على شخص يقبل أن يشيل جريمة تفجير كنيسة القديسين.
لا أعتقد أن ملف المذبحة كان سيغلق باجبار سيد بلال على الإعتراف بجريمة لم يرتكبها. لكن الضابط حسام الشناوي وزملاءه في مباحث أمن الدولة بالإسكندرية اعتقدوا أن التدين والالتزام كافيان لإقامة الشبهات وتعليق المشتبه فيهم من أقدامهم كما فعلوا مع سيد بلال، ووضع الطوق على رؤوسهم وضربهم وتعذيبهم ليقروا ويعترفوا.
لم يحتمل جسد سيد بلال أكثر من ساعات تحت التعذيب حتى زادت دقات قلبه وازرق وجهه وسرت البرودة في جسده وبدأ ينازع الموت.
حملوه في سيارة كما حملوا خالد سعيد في يوليو الماضي والقاه اثنان أمام مركز زقيلح الطبي بمنطقة أبي الدرداء، حيث لفظ أنفاسه الأخيرة داحل المستشفى.
أصبح أمن الأسكندرية متخصصا في التعذيب حتى الموت. لا أحد من ضباط مديرية الأمن أو جهاز مباحث أمن الدولة في شارع الفراعنة الموحش المخيف، يبالي أن يموت شخص من فرط التعذيب والضرب على الرأس والخصر وفي منطقة العانة والتعليق بالشقلوب كما حدث مع بلال؟!
لا أحد. لا أحد.. يفلتون من جرائمهم البشعة في كل مرة. هم لا يحفظون أمنا بدليل التقصير الذي أدى إلى تفجير كنيسة كانت مهددة لمدة شهر كامل على مواقع الإنترنت بالاستهداف. لماذا بقي هؤلاء في أماكنهم بعد المذبحة برغم ثبوت التقصير حتى أن أكثرهم كان يقضي ليلة رأس السنة مع الأهل والأصدقاء دون أن يرجف له جفن؟!
لماذا بقوا في أماكنهم رغم أنهم يسترخصون حياة البشر. يقيمون الشبهة بغير دليل. يكفي أن تكون ملتزما، متدينا أو صاحب رأي، ليتم استدعاؤك إلى شارع الفراعنة وهناك ترى ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
استرخاؤهم وتقصيرهم أدى إلى سهولة تنفيذ مذبحة رأس السنة التي تكاد تمزق مصر وتقسمها، والتي عرضت أمنها القومي لأكبر خطر في تاريخها من الداخل والخارج معا.
ذلك الاسترخاء والتقصير كلف الوطن المستنزف أصلا ملايين الدولارات لاستنفار قوات أمنه المركزي وجميع أفرعه الأمنية ليأمنوا الكنائس في عيد الميلاد مساء الجمعة الماضي. 70 ألفا من الجنود والضباط استنفروا كأننا في حالة حرب ليلة بأكملها، غير الفضيحة التي لبستنا في العالم كله.
أمن الأسكندرية بقي في مكانه رغم كل ذلك يتنفس تعذيبا. يبحث عن كبش فداء ليداري عورته، فقبض على 300 شخص، بينهم سيد بلال، كل جريمتهم أنهم يصلون الفجر في المساجد، وأنهم يمثلون تيارا سلفيا لا علاقة له بالسياسة ولا بأي شيء غير الدين ومكارم الأخلاق وقراءة القرآن الكريم والالتزام بقال الله وقال الرسول في حياتهم اليومية العادية.
300 شخص يتعرضون للتعذيب الآن لعل يخرج منهم من لا يحتمل التعذيب فيشيل الجريمة، وبها يخرج علينا من يعلن للعالم القبض على المنفذ!
لا لن يصدقهم أحد.. المجرم أفلت وأنتم في شارع الفراعنة تعذبون أبرياء لا ذنب لهم. تقتلون "سيد" كما قتلتم "خالد" وغيره.. وتهددون أهله الضعفاء الذين لا حيلة لهم، بدفنه في قبر لا يعرفه أحد بمدافن الصدقة إن لم يقوموا بدفنه فورا مساء الخميس.
أي إجرام هذا وأي بجاحة. حسام الشناوي لا يكفي التحقيق معه داخل مصر فقط لأنه سيفلت بجريمته كما أفلت قاتلو خالد سعيد من قبل بتقرير طب شرعي مزور.
لابد من تقديمه إلى المحكمة الجنائية الدولية ليعترف على نفسه وزملائه. جاء الوقت ليكفكف المسيحيون دموعهم ويلتقوا مع المسلمين فهم شعب واحد يجمعهم وطن واحد يجب أن يكونوا جميعهم حريصين عليه.
لن يفيد مسيحيا واحدا أن يقدم أمن الإسكندرية كبش فداء بريئا لا ذنب له، ليغطي على تقصير أجهزة الأمن واهمالها والذي تسبب في تفجير كنيسة القديسين ومقتل 23 شخصا من الأبرياء.
رحم الله سيد بلال.. رحمه ورحم من سيلحق به من المحتجزين الآخرين في شارع الفراعنة بالإسكندرية.
arfagy@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق