الخميس، 7 أكتوبر 2010

إنتهاء شهر العسل بين مبارك وشنودة وكنيسته

على هامش خطاب الرئيس

محمود سلطان | 07-10-2010 00:34

عندما قال الرئيس مبارك في خطابه يوم أمس الأول ـ بمناسبة الذكرى السابعة الثلاثين لنصر أكتوبر العظيم ـ إنه لا أحد فوق القانون والدستور.. وذلك خلال تعقيبه على أحداث الفتنة الطائفية الأخيرة.. فإن مثل هذا الكلام لم يكن موجها لعوام الناس.. فالكلام هنا موجه إلى الذين انزلوا أنفسهم منزلة أعلى من القانون والدستور.. وهم بالتأكيد شخصيات دينية وسياسية متنفذة معروفة بالإسم صنعت الأزمة منذ عام 2004.
كلام الرئيس كان يقصد الشخصيات والمؤسسات التي تعدت على الدولة وعلى القانون والدستور وتعتبر نفسها فوق الدولة ذاتها ولا يجري عليها قوانينها وأنها في حصانة سياسية تعصمها من المساءلة سواء كانت تلك الحصانة تستقي قوتها من الاستقواء بالقرب من مؤسسة الرئاسة أو بالاستقواء بأوضاع دولية ضاغطة على النظام المصري.
كلام الرئيس جاء في اليوم التالي من احتفالات الجيش بنصر أكتوبر العظيم في سيناء والذي غابت عنه "رؤوس الفتنة" .. أو الشخصيات المتهمة في صناعتها..وهي الملاحظة التي لم أشأ أن اتكلم في تفاصيلها في مقالي منذ ثلاثة أيام مضت، رفعا للحرج عن الجهات التي ربما تكون قد اتخذت قرارا بمعاقبة تلك الرؤوس بحرمانها من المشاركة في إحياء ذكرى أكتوبر العطرة.

لم يحضرمع الرئيس مبارك إلا صفوت الشريف ونظيف وشيخ الأزهر ومحافظ الإسماعيلية.. وهذه المشاركة كانت تحمل دلالتها الرمزية القوية .. إذ كان المشهد غير مسبوق ويبدو أن اختيار المشاركين جاء من خلال فلاتر للفرز أخذت في الاعتبار مسألتي الموقف من جدل الخلافة في مصر، وفتنة الكنيسة الأخيرة.
غياب عدد من الرموز التي كانت مشاركتها إحدى التقاليد الثابتة والمستقرة في مثل هذه الاحتفالات الوطنية الكبرى.. لم يكن كما أدعى بعضها.. غيابا اختياريا ولكنه ـ فيما يبدو ـ قسري بقرار سيادي عقابي ويحمل دلالة مباشرة على عدم الرضى على كل من شارك في التعدي على الدولة وإثارة الفتنة من جهة.. والانحياز من جهة أخرى لعروبة مصر وهويتها الحضارية.. وأن المصريين العرب ليسوا ضيوفا على أحد وإنما هم مواطنون شاركوا في صوغ حضارة مصر وتاريخها وقوتها الناعمة والخشنة من جهة أخرى.
لم أكن أريد أن أفصح عن تجليات الاحتفال الكبير بنصر أكتوبر في سيناء.. بكل هذه الصراحة حتى لو كانت صراحة خجولة ونسبية حرصا على دقة الوضع وحساسيته.. ولكن التصريحات التي صدرت مؤخرا من أحد الذين غابوا عن المشاركة في الاحتفال، وادعائه بأن المرض منعه .. رغم أنه لا يتأخر عن السفر إلى أقاصي الأرض إذا استدعت مصالحه الطائفية ذلك.. هو الذي حملني على أن أتكلم بهذه الصراحة.. ولعل الرسالة قد بلغت الجميع بلا غموض أو لبس.
sultan@almesryoon.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق