ملاعيب شيحة
لواء د. عادل عفيفي | 04-10-2010 00:20
قفز إلى ذهنى هذا العنوان " ملاعيب شيحة " وأنا أتابع تصريحات الأنبا شنودة الصحفية والتليفزيونية التى علق فيها على تصريحات الأنبا بيشوى ،الرجل الثانى فى الكنيسة ،التى بدأت بقوله أن المسلمين "ضيوف " على المسيحيين فى مصر ،وأتبعها بالتشكيك فى عصمة القرآن الكريم من التحريف بإضا فة آيات بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ،وهى التصريحات التى أثارت غضب المسلمين وتصدى الأزهر الشريف ومفتى الديار ومجمع البحوث الإسلامية للرد عليها وتفنيدها ،ونحن شخصيا كتبنا أكثر من مقال فى هذه الموضوعات نشرت فى جريدة المصريون .
و " ملاعيب شيحة " مثل يقال في المكر ،عن الأعمال الماكره التى يعملها شخص. وهو إشارة إلى الشيخ شيحة ( جمال الدين شيحة ) المجاهد القديم فى الحروب الصليبية رضوان الله عليه وهو من شخصيات " سيرة الظاهر بيبرس " التى كُتبت في القاهره في العصر المملوكي ، وله جامع مدفون به فى دمياط وموجود حتى الأن وبجواره حجرة صغيرة تحتوى على أسلحته ودروعه.
و الشيخ شيحة كان من أصحاب السلطان المظفر الظاهر بيبرس الذى جاهد الصليبيين والمغول وانتصر الجيش المصرى عليهم تحت قيادته و كان الشيخ شيحة من الذين يساعدوه وكان ماهرا في التنكر و الظهور على إنه شخص آخر. والعامة تضرب له مثلا سائرا هو : ملاعيب شيحة ، إذ اعتمد على ذكائه في التنكر وأعمال الحيلة ، وهو يكاد يقف في صف واحد مع بيبرس من حيث الأهمية في الوقائع والأحداث أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر، وهي الحملة التي قادها لويس التاسع ملك فرنسا، حيث هزم المماليك الصليبيين في معركة المنصورة شر هزيمة مما اضطرهم لتسليم دمياط للمصريين وجلائهم عن مصر.
قلنا فى مقالنا الأخير والذى كان بعنوان " بيشوى ويهوذا الأسخريوطى"
أن الأنبا بيشوى قصد بإثارة هذه الموضوعا ت استفزاز المسلمين بهدف تخفيف الضغط والنقد الموجه للأنبا شنودة على موقفه من كاميليا شحاته وأخواتها والاستنكار الشعبى العام الواقع عليه ،و استدراج الرأى العام إلى موضوعات أخرى بعيدة عن كاميليا وأخواتها حتى ينسى الناس هذا الموضوع،وأن يلبس ثوب البطولة بين شعبه المسيحى استعدادا لمنصبه القادم .
صدق تحليلنا هذا ،فقد طلع علينا الأنبا شنودة بتصريحات إعلامية بدا منها أنه يعتذر للشعب المصرى المسلم عما بدر من بيشوى .صدق الناس الطيبون أنه يعتذر بجد ،وسارعوا إلى القول بأن الفتنة التى تسبب فيها بيشوى قد انتهت ،وقال أحد أساتذة القانون أن الأنبا شنودة من دعائم الوحدة الوطنية فى مصر.
كانت تلك ردود الأفعال حول تصريحات الأنبا شنودة و كنت أنا شخصيا لا أرى أنه قد اعتذر ،فقد ألقى باللوم على الصحافة التى حرفت كلام بيشوى ,وأبدى أسفه لجرح مشاعر المسلمين . وسارع الطيبون إلى طلب إغلاق الكلام فى هذا الموضوع حرصا على الوحدة الوطنية .والكنيسة من جانبها كانت قد أعلنت الصفح عن الدكتور محمد سليم العوا عما قاله فى حديث تليفزيونى بعد أن تراجع وعدل عما قاله وقدم الاعتذار ، ولكنه هو نفسه ذكر أنه لم يعتذر لأنه لم يرتكب ما يستوجب الإعتذار!!
وهكذا..هل اعتذر الأنبا شنودة أم لم يعتذر؟ هل الدكتور العوا أم لم يعتذر؟
تلك هى الموضوعات التى شغلوا بها الناس حاليا .
ولكن الأنبا شنودة نفسه حسم الموضوع بشجاعة يُغبط عليها .
فقد كتبت الأستاذة مروة حمزة فى جريدة (المصريون)بتاريخ 29-09-2010 مايلى :
أكد البابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أنه "لم يعتذر" للمسلمين عن تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، التي زعم فيها "تحريف" القرآن الكريم، لأنه ليس "مسئولاً" عن تلك الأزمة التي فجرها بآرائه المثيرة للجدل، وأنه قدم "أسفه" في مقابلة تلفزيونية، بعد أن شعر بضيق المسلمين من تلك الآراء التي طرحها "الرجل الثاني" بالكنيسة في ختام مؤتمر "تثبيت العقيدة" بالفيوم.
وأضاف البابا شنودة في مقابلة مع فضائية "الحياة" بثتها مساء الثلاثاء: "أنا قلت متأسف لما يحدث، ولم أعتذر عن شيء يخصني، لأني لم أخطأ ولست مسئولاً عن هذا الاشتعال، لكن لأني مسئول عن سلامة مصر وأمنها، وأرى البلد التيار فيها يسير في اللاخير، ويقود البلد لأزمة حقيقية، فكان علي أن أهدئ الناس خاصة بعد أن علمت بضيق أخواتنا المسلمين"، جراء تصريحات الأنبا بيشوي التي فجرت موجة غضب عارم، بسبب تشكيكه في عصمة القرآن الكريم.
لكنه مع ذلك، زعم أن الأقباط "مستهدفون وليسوا مثيرين فهم الذين يثارون دائمًا من تخبط الغير- في إشارة إلى المسلمين- فيهم فنحن ننشد المحبة لكن غيرنا يثيروننا ويرفضون هذا المحبة ويهتفون بالشتائم والإهانات، فالقبطي بطبيعته هادئ ومحب لمن حوله، بينما غيرنا مثيرون ومشتعلون ويريدون التهويل ونحن من واجبنا أن نهدئهم"، غامزًا بذلك من المسلمين الذين أثارتهم تصريحات الأنبا بيشوي وعبروا عن غضبهم من التشكيك في القرآن الكريم الذي يؤمنون بعصمته.
وفي الوقت الذي يهاجم فيه المسلمين على رد فعلهم، ناشد البابا "كل شخص يحب البلد من النخبة وغير النخبة أن يهدئ الناس ويحتوي الأزمة، ويقول للذين يثيرون الضجيج: لماذا هذا الإتلاف، وما مصلحتهم في هذا".
وحث الراغبين في تهدئة الأجواء المحتقنة بفعل التصريحات المشككة في القرآن على "أن يتحاوروا معنا، لكن على مستوى الصحافة ولا على مستوى العامة، فلا مانع من التحاور معهم في جلسة خاصة، ولكن أن يثمر الحوار عن تفاهم لا أن يؤدي لاتهامات وأزمات جديدة، ففي هذه الحالة لن نتحاور، فنحن نهدئ الناس وأخشى أن يفقد الناس هدوءهم من كثرة الإثارة ولهذا أناشد الناس بضرورة التهدئة.
وأعرب عن اعتقاده بأن الجو العام في مصر "بدأ يروق ويهدأ وأرجو أن تنتهي الأزمة"، وقال إنه حينما ظهر على التلفزيون المصري لم يكن منزعجًا،" الموقف كان خطيرًا وربما شعرت بالضيق من المظاهرات التي انتقلت من القاهرة لأماكن كثيرة أخرى وانتقلت من العامة إلى بعض النخبة فكان أمر يدعو للضيق، لكني لم أنزعج لأن عمري ما شعرت بالانزعاج ولا القلق لأني مع الله !!
وبرر صمت الكنيسة لفترة طويلة قبل خروجها عن صمتها أخيرًا بأن "سليمان الحكيم يقول للصمت وقت وللكلام وقت، ونحن نتكلم حين يكون الكلام، ونصمت حين يحسن الصمت، لكن أحيانًا ندان على صمتنا ويصبح الصمت غير مقبول، فرأينا أنه لابد أن نخرج ونتكلم بسبب التطورات السيئة السريعة التي حدثت، خاصة من الذين يحبون ترديد الهتافات وهم لا يعرفون ما يقولون بل يثيرون الناس ويحرضونهم وللأسف كثير من الصحف دخلت في موجة الإثارة ولم تلجأ للتهدئة"
ودون الإشارة إلى العامل المثير لحالة الغضب بين المصريين جراء تصريحات سكرتير المجمع المقدس، حمل البابا على الناس التي "تأخذ كل الأمور على أعصابها ولا يفكرون بهدوء ولا يستخدمون العقل في ما هو الصواب وما هو الخطأ وهذا أمر خطير"، وقال إنه من الضروري أن يتم توعية الناس من جانب ناس حكماء يشيعون الحكمة بين الآخرين ويهدءون الأمور إذا اشتعلت، لأنه إذا التهبت المشاعر تحولت إلى مشاعل.
وحول اتهامات المفكرين الإسلاميين الدكتور محمد عمارة والدكتور محمد سليم العوا للبابا شنودة بأنه سبب ما يحدث من أزمات قال: "لن أرد عليهما فإذا كانا يتهمانني بأني السبب فهل سليم العوا ليس سببًا فيما حدث مؤخرًا من فتنة بين الطرفين، وألم يكن كلامهما كله تحريضًا"، في إشارة إلى تصريحاته التي جاءت رد فعل على تصريحات الأنبا بيشوي بأن الأقباط "أصل البلد وأن المسلمين "ضيوف عليهم" وأنه على استعداد للاستشهاد لمواجهة الدعوات بفرض رقابة الدولة على الكنيسة.
هذا هو بعض مانشرته المصريون ،والواضح والمؤكد منه أنه لم يعتذر.
نحن لا يهمنا الإعتذار ،فهو من سياسة توزيع الأدوار المعروفة ،وتتمثل فى أن شخصا ما يطلق تصريحات متفقا عليها فى إطار سياسة مرسومة لكى تنتج ردود افعال مقصودة لذاتها ،ويأتى آخر للتخفيف من رد فعلها ،وهى سياسة مراوغة كما هو معروف.
وبصرف النظر عن موضوع الإعتذار ، فقد غابت القضية الأصلية ،قضية كاميليا وأخواتها ،وهو المقصود ..والذين أشادوا وهللوا لاعتذار البابا ( الذى أنكره هو نفسه ) يريدون أن يلبسوا الشعب المصرى العمة لإقفال بورصة الكلام فى هذا الموضوع لحاجة فى أنفسهم ،وخاصة الجماعة العلمانيين أعداء الإسلام الداعين للبهائية ،ولعلهم الآن يشعرون بحمرة الضرب على ........ بعد أن أعلن هو نفسه أنه لم يعتذر !!
هل تضيع قضية كاميليا وأخواتها بملاعيب شيحة ؟
بالقطع لا طالما وُجد فى مصر رجال .
قفز إلى ذهنى هذا العنوان " ملاعيب شيحة " وأنا أتابع تصريحات الأنبا شنودة الصحفية والتليفزيونية التى علق فيها على تصريحات الأنبا بيشوى ،الرجل الثانى فى الكنيسة ،التى بدأت بقوله أن المسلمين "ضيوف " على المسيحيين فى مصر ،وأتبعها بالتشكيك فى عصمة القرآن الكريم من التحريف بإضا فة آيات بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ،وهى التصريحات التى أثارت غضب المسلمين وتصدى الأزهر الشريف ومفتى الديار ومجمع البحوث الإسلامية للرد عليها وتفنيدها ،ونحن شخصيا كتبنا أكثر من مقال فى هذه الموضوعات نشرت فى جريدة المصريون .
و " ملاعيب شيحة " مثل يقال في المكر ،عن الأعمال الماكره التى يعملها شخص. وهو إشارة إلى الشيخ شيحة ( جمال الدين شيحة ) المجاهد القديم فى الحروب الصليبية رضوان الله عليه وهو من شخصيات " سيرة الظاهر بيبرس " التى كُتبت في القاهره في العصر المملوكي ، وله جامع مدفون به فى دمياط وموجود حتى الأن وبجواره حجرة صغيرة تحتوى على أسلحته ودروعه.
و الشيخ شيحة كان من أصحاب السلطان المظفر الظاهر بيبرس الذى جاهد الصليبيين والمغول وانتصر الجيش المصرى عليهم تحت قيادته و كان الشيخ شيحة من الذين يساعدوه وكان ماهرا في التنكر و الظهور على إنه شخص آخر. والعامة تضرب له مثلا سائرا هو : ملاعيب شيحة ، إذ اعتمد على ذكائه في التنكر وأعمال الحيلة ، وهو يكاد يقف في صف واحد مع بيبرس من حيث الأهمية في الوقائع والأحداث أثناء الحملة الصليبية السابعة على مصر، وهي الحملة التي قادها لويس التاسع ملك فرنسا، حيث هزم المماليك الصليبيين في معركة المنصورة شر هزيمة مما اضطرهم لتسليم دمياط للمصريين وجلائهم عن مصر.
قلنا فى مقالنا الأخير والذى كان بعنوان " بيشوى ويهوذا الأسخريوطى"
أن الأنبا بيشوى قصد بإثارة هذه الموضوعا ت استفزاز المسلمين بهدف تخفيف الضغط والنقد الموجه للأنبا شنودة على موقفه من كاميليا شحاته وأخواتها والاستنكار الشعبى العام الواقع عليه ،و استدراج الرأى العام إلى موضوعات أخرى بعيدة عن كاميليا وأخواتها حتى ينسى الناس هذا الموضوع،وأن يلبس ثوب البطولة بين شعبه المسيحى استعدادا لمنصبه القادم .
صدق تحليلنا هذا ،فقد طلع علينا الأنبا شنودة بتصريحات إعلامية بدا منها أنه يعتذر للشعب المصرى المسلم عما بدر من بيشوى .صدق الناس الطيبون أنه يعتذر بجد ،وسارعوا إلى القول بأن الفتنة التى تسبب فيها بيشوى قد انتهت ،وقال أحد أساتذة القانون أن الأنبا شنودة من دعائم الوحدة الوطنية فى مصر.
كانت تلك ردود الأفعال حول تصريحات الأنبا شنودة و كنت أنا شخصيا لا أرى أنه قد اعتذر ،فقد ألقى باللوم على الصحافة التى حرفت كلام بيشوى ,وأبدى أسفه لجرح مشاعر المسلمين . وسارع الطيبون إلى طلب إغلاق الكلام فى هذا الموضوع حرصا على الوحدة الوطنية .والكنيسة من جانبها كانت قد أعلنت الصفح عن الدكتور محمد سليم العوا عما قاله فى حديث تليفزيونى بعد أن تراجع وعدل عما قاله وقدم الاعتذار ، ولكنه هو نفسه ذكر أنه لم يعتذر لأنه لم يرتكب ما يستوجب الإعتذار!!
وهكذا..هل اعتذر الأنبا شنودة أم لم يعتذر؟ هل الدكتور العوا أم لم يعتذر؟
تلك هى الموضوعات التى شغلوا بها الناس حاليا .
ولكن الأنبا شنودة نفسه حسم الموضوع بشجاعة يُغبط عليها .
فقد كتبت الأستاذة مروة حمزة فى جريدة (المصريون)بتاريخ 29-09-2010 مايلى :
أكد البابا شنودة، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، أنه "لم يعتذر" للمسلمين عن تصريحات الأنبا بيشوي، سكرتير المجمع المقدس، التي زعم فيها "تحريف" القرآن الكريم، لأنه ليس "مسئولاً" عن تلك الأزمة التي فجرها بآرائه المثيرة للجدل، وأنه قدم "أسفه" في مقابلة تلفزيونية، بعد أن شعر بضيق المسلمين من تلك الآراء التي طرحها "الرجل الثاني" بالكنيسة في ختام مؤتمر "تثبيت العقيدة" بالفيوم.
وأضاف البابا شنودة في مقابلة مع فضائية "الحياة" بثتها مساء الثلاثاء: "أنا قلت متأسف لما يحدث، ولم أعتذر عن شيء يخصني، لأني لم أخطأ ولست مسئولاً عن هذا الاشتعال، لكن لأني مسئول عن سلامة مصر وأمنها، وأرى البلد التيار فيها يسير في اللاخير، ويقود البلد لأزمة حقيقية، فكان علي أن أهدئ الناس خاصة بعد أن علمت بضيق أخواتنا المسلمين"، جراء تصريحات الأنبا بيشوي التي فجرت موجة غضب عارم، بسبب تشكيكه في عصمة القرآن الكريم.
لكنه مع ذلك، زعم أن الأقباط "مستهدفون وليسوا مثيرين فهم الذين يثارون دائمًا من تخبط الغير- في إشارة إلى المسلمين- فيهم فنحن ننشد المحبة لكن غيرنا يثيروننا ويرفضون هذا المحبة ويهتفون بالشتائم والإهانات، فالقبطي بطبيعته هادئ ومحب لمن حوله، بينما غيرنا مثيرون ومشتعلون ويريدون التهويل ونحن من واجبنا أن نهدئهم"، غامزًا بذلك من المسلمين الذين أثارتهم تصريحات الأنبا بيشوي وعبروا عن غضبهم من التشكيك في القرآن الكريم الذي يؤمنون بعصمته.
وفي الوقت الذي يهاجم فيه المسلمين على رد فعلهم، ناشد البابا "كل شخص يحب البلد من النخبة وغير النخبة أن يهدئ الناس ويحتوي الأزمة، ويقول للذين يثيرون الضجيج: لماذا هذا الإتلاف، وما مصلحتهم في هذا".
وحث الراغبين في تهدئة الأجواء المحتقنة بفعل التصريحات المشككة في القرآن على "أن يتحاوروا معنا، لكن على مستوى الصحافة ولا على مستوى العامة، فلا مانع من التحاور معهم في جلسة خاصة، ولكن أن يثمر الحوار عن تفاهم لا أن يؤدي لاتهامات وأزمات جديدة، ففي هذه الحالة لن نتحاور، فنحن نهدئ الناس وأخشى أن يفقد الناس هدوءهم من كثرة الإثارة ولهذا أناشد الناس بضرورة التهدئة.
وأعرب عن اعتقاده بأن الجو العام في مصر "بدأ يروق ويهدأ وأرجو أن تنتهي الأزمة"، وقال إنه حينما ظهر على التلفزيون المصري لم يكن منزعجًا،" الموقف كان خطيرًا وربما شعرت بالضيق من المظاهرات التي انتقلت من القاهرة لأماكن كثيرة أخرى وانتقلت من العامة إلى بعض النخبة فكان أمر يدعو للضيق، لكني لم أنزعج لأن عمري ما شعرت بالانزعاج ولا القلق لأني مع الله !!
وبرر صمت الكنيسة لفترة طويلة قبل خروجها عن صمتها أخيرًا بأن "سليمان الحكيم يقول للصمت وقت وللكلام وقت، ونحن نتكلم حين يكون الكلام، ونصمت حين يحسن الصمت، لكن أحيانًا ندان على صمتنا ويصبح الصمت غير مقبول، فرأينا أنه لابد أن نخرج ونتكلم بسبب التطورات السيئة السريعة التي حدثت، خاصة من الذين يحبون ترديد الهتافات وهم لا يعرفون ما يقولون بل يثيرون الناس ويحرضونهم وللأسف كثير من الصحف دخلت في موجة الإثارة ولم تلجأ للتهدئة"
ودون الإشارة إلى العامل المثير لحالة الغضب بين المصريين جراء تصريحات سكرتير المجمع المقدس، حمل البابا على الناس التي "تأخذ كل الأمور على أعصابها ولا يفكرون بهدوء ولا يستخدمون العقل في ما هو الصواب وما هو الخطأ وهذا أمر خطير"، وقال إنه من الضروري أن يتم توعية الناس من جانب ناس حكماء يشيعون الحكمة بين الآخرين ويهدءون الأمور إذا اشتعلت، لأنه إذا التهبت المشاعر تحولت إلى مشاعل.
وحول اتهامات المفكرين الإسلاميين الدكتور محمد عمارة والدكتور محمد سليم العوا للبابا شنودة بأنه سبب ما يحدث من أزمات قال: "لن أرد عليهما فإذا كانا يتهمانني بأني السبب فهل سليم العوا ليس سببًا فيما حدث مؤخرًا من فتنة بين الطرفين، وألم يكن كلامهما كله تحريضًا"، في إشارة إلى تصريحاته التي جاءت رد فعل على تصريحات الأنبا بيشوي بأن الأقباط "أصل البلد وأن المسلمين "ضيوف عليهم" وأنه على استعداد للاستشهاد لمواجهة الدعوات بفرض رقابة الدولة على الكنيسة.
هذا هو بعض مانشرته المصريون ،والواضح والمؤكد منه أنه لم يعتذر.
نحن لا يهمنا الإعتذار ،فهو من سياسة توزيع الأدوار المعروفة ،وتتمثل فى أن شخصا ما يطلق تصريحات متفقا عليها فى إطار سياسة مرسومة لكى تنتج ردود افعال مقصودة لذاتها ،ويأتى آخر للتخفيف من رد فعلها ،وهى سياسة مراوغة كما هو معروف.
وبصرف النظر عن موضوع الإعتذار ، فقد غابت القضية الأصلية ،قضية كاميليا وأخواتها ،وهو المقصود ..والذين أشادوا وهللوا لاعتذار البابا ( الذى أنكره هو نفسه ) يريدون أن يلبسوا الشعب المصرى العمة لإقفال بورصة الكلام فى هذا الموضوع لحاجة فى أنفسهم ،وخاصة الجماعة العلمانيين أعداء الإسلام الداعين للبهائية ،ولعلهم الآن يشعرون بحمرة الضرب على ........ بعد أن أعلن هو نفسه أنه لم يعتذر !!
هل تضيع قضية كاميليا وأخواتها بملاعيب شيحة ؟
بالقطع لا طالما وُجد فى مصر رجال .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق