الأربعاء، 12 مايو 2010

الرهبان «شواذ» ..والرهبنة «بدعة شيطانية»!


________________________________________



• الأرثوذكسية تعني الطريق المستقيم إلا أن الكنيسة حادت عنه وخالفت تعاليم المسيح
• اختيار قيادات الكنيسة من الرهبان غير المتزوجين مخالفة صريحة للكتاب المقدس
كتب:عنتر عبداللطيف
الدكتور حنين عبدالمسيح طالته الكثير من الاتهامات بعد اصداره كتابين أثارا ضجة في الأوساط القبطية وهما «عبادة الأصنام في الكنيسة الأرثوذكسية» و«ألوهية المسيح» حنين كان شماسا، وواعظاً في الكنيسة الأرثوذكسية ولكنه تركها لما بها من أخطاء عقائدية من وجهة نظره وذهب للكنيسة الإنجيلية لأنها الأقرب حسب اعتقاده للمسيحية السليمة، حنين أثار غضب الكنيسة الأرثوذكسية لأنه يختلف عن بقية العلمانيين المختلفين معها في أمور قد تبدو شكلية مثل طريقة اختيار البابا أو المحاكمات الكنسية أو مواقف الكنيسة من قضايا اجتماعية وسياسية..
لكن الدكتور عبدالمسيح يختلف مع الكنيسة في صلب العقيدة وهو ما فتح عليه النار من جهات عديدة مسيحية في كتابه تحت الطبع «بدعة الرهبنة» يطلق عبدالمسيح مدفعيته الثقيلة تجاه أسوار الكنيسة الأرثوذكسية ويتهم الرهبان بالشذوذ الجنسي ويصف الرهبنة بالبدعة الشيطانية التي تتناقض مع تعاليم السيد المسيح كتاب الدكتور حنين اختلاف صريح في صلب العقيدة الارثوذكسية ورهبانها الأوائل، والمتوقع أن تنفتح أبواب الجحيم علي عبدالمسيح وكتابه حصلنا علي الكتاب قبل الطبع ونحن من جانبنا نعرضه بحيادية تامة للقارئ ولا نتفق أونختلف مع ما جاء به.
الدكتور حنين عبدالمسيح يؤكد في مقدمة الكتاب أن أكبر وأخطر البدع التي عرفتها الكنيسة الأرثوذكسية هي بدعة الرهبنة التي لم تعرفها المسيحية قبل القرن الرابع والتي خرجت من الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وانتقلت إلي باقي الكنائس الأرثوذكسية بل والكاثوليكية أيضا ولم يسلم منها ومن مبادئها الهدامة وتعاليمها المضللة إلا الكنيسة البروتستانتية ـ الإنجيلية التي تمسكت بتعاليم الإنجيل واتخذت منه سراجاً ونوراً لسبيلها وفي الفصل الأول يرجع الكاتب ظهور الرهبنة إلي «أنطونيوس» المولود في 251 ميلادية حيث تخلي عن أخته الصغيرة وتركها في بيت للعذاري بعد وفاة والديه وترهب خارج المدينة وفي يوم شاهد امرأة تغتسل فعاتبها لأنها تنكشف أمامه ولكن المرأة قالت له: إذا أردت أن تتعبد فأدخل عمق الصحراء واعتزل الناس فسمع أنطونيوس لمشورتها وذهب للصحراء لمدة 20 عاماً وتجمع حوله مريدوه وخرج عليهم عام 305 ميلادية وهو تاريخ بداية الرهبنة، كما أن الرهبنة تقوم علي ثلاثة أسس، الأول: هو الهروب من العالم واعتزال الناس وهو ما يخالف تعاليم المسيح الذي أمر بالاختلاط حيث قال: «أنتم ملح الأرض» والأساس الثاني الهروب من الزواج وتبعاته مع أن الإنجيل يقول: «ليكن الزواج مكرماً عند كل أحد والمضجع غير نجس»، والأساس الثالث قهر الجسد وإذلاله والتقشف الاختياري والنسك الشديد، والكتاب المقدس يدين تعاليم الرهبنة ويعتبرها تعاليم شياطين ولذلك كانت هذه البدعة وبالاً علي الكنيسة الأرثوذكسية عامة والمصرية خاصة فالقداسة الحقيقية هي أن تحفظ نفسك عفيفاً وتقياً وتكون قدوة حسنة وسط الناس لا أن تهرب منهم، أما الفصل الثاني والخطير فقد جاء بعنوان العلاقة بين الرهبنة والكبت والشذوذ والنظرة المنحطة للمرأة، حيث يؤكد الكاتب أن هذه الانحرافات الجنسية كانت نتيجة طبيعية للزني الروحي ـ العبادة لغير الله ـ الذي يمارس بغزارة في الأديرة حول مزارات وأجساد وصور من يعتقد أنهم قديسون، ومن أمثلة التعاليم الرهبانية المتطرفة يقول أنطونيوس مؤسس بدعة الرهبنة لتلاميذه: لا تتحدث مع صبي ولا طفل ولا تعاشره بالجملة ولا تجعله راهبا ولا تقبل إليك شاباً صغيراً قبل لباس الاسكيم لئلا يصالح العدو «الشيطان» ولا ترقد علي حصيرة واحدة مع الأصغر منك لا تأكل مع امرأة ولا تصادق صبياً بالجملة ولا يرقد اثنان علي حصيرة واحدة إلا بسبب ضرورة ملحة وحينئذ يكون الذي معك هو أبوك أو أخوك وتفعل ذلك بخوف شديد، لا تمسك يد قريبك ولا خد صغيراً كان أو كبيراً وإذا تعريت من ثيابك فلا تنظر جسدك، لاينبغي علي الراهب أن يذهب إلي مكان توجد فيه نساء لأن التطلع إليهن لايجعل للإنسان راحة حينما يجلس في قلايته، كما إن الأنبا مكاريوس ثاني أكبر آباء معلمي الرهبنة بعد أنطونيوس يقول «اهربوا من كلام الناس المؤدي إلي الهلاك، لايكون بينكم وبين صبي دالة، لأن الصبي إذا رأيته طالعاً إلي السماء فهو سريع السقوط، وجاء في سيرة الأنبا مكاريوس الكبير إن فتاة جاءت إليه لتشفي من شيطان كان فيها وتصادف أن جاء أيضا أخ راهب من أحد الأديرة التي في مصر وفي الليل خرج الشيخ مكاريوس فوجد الأخ يخطئ مع تلك الفتاة، إلا أنه لم يوبخه وقال: «إذا كان الله الذي خلقه يطيل أناته عليه وهو يراه لأنه إذا أراد يستطيع أن يهلكه فمن أنا حتي أوبخه» وجاء في سيره أنه قال: «إن كان أحد من الرهبان يسكن مع صبي فلا يقدر أن يحفظ أفكاره لأن للصبية صفتين منظر جميل مثل النساء يحرك الشهوة وحدة الطبع، والمزاج الذي يحرك الغضب فالإخوة الرهبان المنحلون يكون لهم سبب عثرة والشيوخ المتحفظون يكون لهم سبب للحرب من الشيطان وجاءت في سيرة أبا اسحق قس القلالي أنه كان يعزو خراب الأربعة أديرة إلي وجود رهبان صغار منحلين وكان يقول: «لاتحضروا هنا شباناً صغاراً فقد تخربت 4 كنائس بسبب هذا الأمر».
وقد اعتاد يؤنس القصير أن يقول: «من يتكلم مع امرأة فقد زني معها بفكره، كما أن الأنبا أورسيزويس قال: سأتكلم عن عظمة الرهبنة التي أحط من قدرها أيتها الرهبنة انهضي وأبكي علي ذاتك، انهضي وأبكي علي زيك الذي يستحق الاحترام الذي سيمزقه الذين هم في منزلة الخنازير والبغال، أيتها الرهبنة أنهضي وأبكي علي أبنائك الصغار الذين بخسوا بتولتهم وعلي شبانك الذين فقدوا مثلهم انهضي وأبكي علي عظمائك الذين كانوا مرة عظماء وممجدين في زيك ولكن هاهم علي وشك أن يموتوا موتاً مرعبا بسبب جمال الأطفال الذين أغووهم،.ويعلق الدكتور حنين عبدالمسيح علي ما سبق من وقائع ويقول متسائلا: أليس هذه التعاليم المتطرفة تؤدي حتما إلي الكبت الجنسي والنظرة المنحطة للمرأة والسير الرهبانية المنحرفة أين هي من تعاليم المسيح السامية ونظرته الكريمة للمرأة وسيرته الطاهرة النقية هو وأتباعه وتلاميذه ورسله الذين كان غالبيتهم العظمي من المتزوجين الاطهار الذين ساروا علي الطريق السوي والمبدأ الإلهي الخالد «ليس جيداً أن يكون آدم وحده خاضعاً له معيناً نظيره».. وفي الباب الثالث يري الدكتور حنين عبدالمسيح أنه يوجد تناقض بين الفكر الرهباني والفكر المسيحي في النظرة تجاه العالم والناس والجسد وغرائزه والزواج والجنس حيث يوجد مفهومان رئيسيان للعالم في الكتاب المقدس الأول أن العالم بمعني الناس والخليقة التي خلقها الله، والثاني: إن العالم بمعني الشهوات والملذات غير المشروعة أما بدعة الرهبنة الارثوذكسية فتخلط بين المفهومين وتدعو لبغضة العالم والهروب منه والتنصل من مسئولية خدمته بصفة عامة فالمسيحية تعلم بأن الله قد أحب العالم ـ الناس ـ وبذل ابنه الوحيد لفدائه وقد طلب الأنبا أشعياء من الأنبا مكاريوس أن ينصحه فاكتفي مكاريوس بقوله: «أهرب من الناس» ومن أقواله أيضا: «الراهب الذي يجالس العلمانيين ويفاوضهم يحتاج إلي صلوات قديسين كثيرين، ألم تسمع يوحنا الرسول يقول: لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم وإن أحب أحد العالم فليست فيه محبة الله، ويوضح الدكتور حنين عبدالمسيح أن بقية الآية توضح أن العالم المقصود ليس العلمانيين بل شهوات العالم ويدلل الكاتب علي نظرة الرهبنة المتطرفة للجسد ـ حسب تأكيده ـ بقوله إن الأنبا أنطونيوس اعتاد شرب الماء العكر وأوصي بتعجيز الجسد واضعافه وإيلامه والأنبا مكاريوس اعتاد شرب الماء النتن ومنع تلميذه الذي يتحرق من شدة العطش من الشرب والأنبا أمونيوس الطويل قطع أذنه وأحرق أطرافه بالحديد المحمي هرباً من وسامته والأنبا مقار الاسكندراني تعري 6 أشهر ليعرض جسده للدغ الناموس حتي تورم بالكامل والأب إسحق قس القلالي يأكل رماد المنجرة مع الخبز ويرفض الأكل الطبيعي حتي في مرضه والأنبا أرسانيوس كان يضع الخوص النتن في قلايته ويشمه ويهمل جسده حتي يمرض.
ويعلق الكاتب قائلا: هل بعد كل هذه الأمثلة والكثير غيرها من تعاليم آباء الرهبنة المهووسين وتصرفاتهم المجنونة الشاذة والتي لاتمت للمسيح ولا المسيحية بصلة لاتزال الكنسية الارثوذكسية تزعم بأن رهبنتهم ليست بدعة وتضعها أمام شعبها كنهج للقداسة والوصول لله وتضع آباء الرهبنة المرضي نفسيا والمجانين كأمثلة للشعب الأرثوذكسي وتعتبرهم قديسين وتختار قياداتها من بين الرهبان غير المتزوجين وغير المربين وبلا أي خبرة في الأبوة والرعاية في مخالفة صريحة لتعليم الكتاب المقدس، الدكتور حنين عبدالمسيح يري أن كلمة «أرثوذكسية» تعني الطريق المستقيم إلا أن الكنيسة حادت عن الطريق المستقيم وعن تعاليم المسيح المدونة في الكتاب المقدس الذي هو الدستور والمرجع الأخير لجميع المسيحيين بمختلف طوائفهم فقد ابتدعت الكنسية الأرثوذكسية لنفسها بدعاً كثيرة واستحدثت تعاليم غريبة لم تكن موجودة في العصور الأولي المسيحية وتراكمت هذه البدع والتعاليم الغريبة في الكنيسة الارثوذكسية واحتمت تحت جنح التراث المقدس بعد أن دخلت من باب تقليد الآباء وأبت أن تخرج من باب الإصلاح والمراجعة علي كلمة الله لأن هذا الباب قد أغلق باحكام بواسطة رجال الإكليروس الذين يشهرون سيف الحرمان في وجه كل مصلح أو نذير.

http://www.soutelomma.org/NewsDetails.aspx?NID=1727

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق