الجمعة، 21 مايو 2010

صراعات أقباط المهجر على الزعامة تدخل مرحلة "كسر العظم"


كتب : أحمد سعد البحيري (المصريون) | 21-05-2010 23:08

اتسعت دائرة الاتهامات بين مجموعات ناشطة من أقباط المهجر على خلفية النزاع المحتدم لوراثة زعامة النشاط القبطي في المهجر بعد وفاة الرمز الكبير المهندس عدلي أبادير ، وتتمحور الصراعات القبطية المهجرية بشكل أساس حول شخصيتين مغامرتين وواسعتي الطموح ، وهما المهندس مايكل منير رئيس منظمة أقباط أمريكا والباحث مجدي خليل مدير منتدى الشرق الأوسط للحريات ، وقد تفجر الخلاف مؤخرا بعد إعلان الأول عن تأسيس "البرلمان القبطي" كرابطة وحيدة معبرة عن المصالح القبطية ومطالب أقباط المهجر بشكل أساس ، وشاركه في طرح الفكرة عدد من نشطاء الأقباط في أوربا والولايات المتحدة ، منهم : الدكتور هاني شنودة نائب رئيس منظمه مسيحي الشرق الأوسط وجاك عطا الله ونادر فوزي وبهاء رمزي رئيس هيئة أقباط هولندا والدكتور عوض شفيق المحامى الدولي ورئيس اتحاد منظمات أقباط أوروبا، كانت الخطوة التي اتخذها "منير" سببا في إثارة المعسكر المقابل وتحريك هواجسه من محاولات "اختطاف" زعامة المشهد القبطي في المهجر ، ومن ثم احتشدت مجموعة من نشطاء المهجر بزعامة مجدي خليل للتنديد بالفكرة واتهام صاحبها بالعمالة للأجهزة الأمنية المصرية ، ولوحظ أن بعض الكهنة المتشددين ناصروا خليل في هجومه على غريمه ، في مقدمتهم الأب مرقص عزيز الذي استقر في الولايات المتحدة وأسس مؤخرا قناة الرجاء ويرتبط بعلاقات وثيقة مع مجدي خليل ، وتكشف عمليات التراشق العنيف بالاتهامات المتبادلة بين الطرفين عن مخاوف من الاختراقات التي حققتها جهات سياسية وأمنية في أوساط نشطاء أقباط المهجر ، بينما يسرب كلا الطرفين معلومات وأسرار غير موثقة عن الطرف الآخر ، ويتمثل الثقل الأساس لمجدي خليل في علاقاته المتينة مع شخصية برلمانية رفيعة وهي في الوقت ذاته تشغل منصبا قياديا كبيرا في الحزب الوطني ، وهي شخصية تحظى بعلاقات قوية وثقة غير محدودة مع المؤسسة الأمنية أيضا ، كما يحتفظ "خليل" بعلاقات وثيقة مع عدد من الإعلاميين والصحفيين القريبين من هذا الجناح يمثلون جسرا له مع بعض القيادات الأمنية والسياسية ، في المقابل يتمثل ثقل " مايكل منير" في علاقاته مع قيادات أمنية سيادية رفيعة ، يرفعها خصومه من أقباط المهجر في اتهاماتهم له إلى مستوى "اللواء عمر سليمان" مدير المخابرات المصرية ، وهو كلام غير دقيق ، ولكنه يؤشر إلى إدراك كثيرين من أقباط المهجر للعلاقة التي تربط مايكل بقيادات نافذة في المؤسسة الأمنية الأهم ، وكانت الزيارات التي قام "مايكل" في العامين الأخيرين للقاهرة وتوجيه بعض المنابر الإعلامية الرسمية للاحتفاء به قد أرسلت إشارات سلبية عن دوره في أوساط أقباط المهجر ، وهو ما حرص "منير" على نفيه بشدة مؤكدا على عمق معارضته للنظام السياسي المصري وأنه لن يفرط في أي حق من حقوق الأقباط ، ولوحظ أن هناك مزايدات عنيفة بين الطرفين في الهجوم على السلطة والمؤسسة الأمنية للهروب من اتهامات كل طرف للآخر بـ"العمالة" .

الصراع الذي أصبح مكشوفا الآن بين المجموعتين أثار قلق دوائر قبطية عديدة ، منها الكنيسة المصرية التي وجهت بعض قياداتها للاتصال بطرفي النزاع من أجل البحث عن صيغة توقف هذا التراشق إلا أن هذه الجهود لم تكلل بالنجاح حتى الآن ، وتقف الكنيسة بحذر بين الفريقين دون رغبة في الانحياز الرسمي الصريح لأحدهما ، خاصة وأنها على إدراك كامل بعلاقات الطرفين بمؤسسات أمنية وسيادية مؤثرة لا تريد الكنيسة أن تدخل في صدام معها .

مصادر قبطية أكدت للمصريون أن ملف المواجهة مرشح للتصعيد في المرحلة المقبلة ، وقد يشهد معارك "كسر عظم" في الأسابيع القليلة القادمة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق