الأربعاء، 12 مايو 2010

مقال قديم بس مهم


وزارة الاوقاف والكنيسة المصرية

ناجي عباس : بتاريخ 21 - 10 - 2006
عقب المأدبة الرمضانية التي اقامتها الكنيسة المصرية بدعوى الوحدة الوطنية، وحضرها السفير الاسرائيلي
اقامت وزارة الاوقاف المصرية مأدبة أخرى دعت فيها الانبا شنودة وكذلك الانبا اثناسيوس ، والذي كان معروفاً حتى الآن باسم ماكس ميشيل، حتى قرر لأسباب كنسية داخلية – ومصلحية خارجية - لم تعد خافية على أحد تدشين كنيسته ، وما حدش احسن من حد – باعتبار ان العمر يجري ، والانبا شنودة مستمر في مكانه منذ ثلاثة واربعين عاماً، وانه لم يعد قادرا على القيام باعباء الكنيسة والرعية، ما يبرر تركه الحابل والنابل بيد الانبا بيشوي ، يمنح ويمنع كما يشاء ، لترتيب الامور على نحو يضمن استمرار نفس الخط القائم الان بعد تنيّح – رحيل - البابا شنودة
وعودة مرة اخرى الى مأدبة الافطار لوزارة الاوقاف. لم يكن الأمر يحتاج لكثير من الذكاء لكي تفهم الكنيسة المصرية والانبا شنودة - من دعوة ماكس ميشيل - ان الحجر الداير لابد من لطه، وان اللعب السياسي حتى داخل الكنيسة يستوجب ايضاً مراعاة المصالح الوطنية مهما كانت الخلافات ، وقد فهمت الحكومة الرسالة جيداً من دعوة السفير الاسرائيلي لحضور مأدبة الوحدة الوطنية التي اقامها الانبا شنودة، وفهمت التهديد المبطن بامكانية تعديل موقف الكنيسة من اسرئيل، والقدرة سياسياً على التقرب من الامريكان - فردت الحكومة برسالة مهينة ، مفادها " راسك براسه " هذا الجالس امامك في مأدبة الافطار ، انت الانبا شنودة وهو الانبا اثناسيوس ما يعني صراحة ان – حتى - رأس الكنيسة عليه ايضاً مراعاة الضوابط التي تسري على الجميع ، فالمنصب الديني لا يمنح سلطات سياسية ولا سيادية داخل مصر ، سواء كان لشيخ الازهر أو لبابوات الكنائس المصرية الارثوذكسية والكاثوليكية والانجيلية ، والكنائس الاخرى الصغيرة ايضاً ، وان الكنيسة الارثوذكسية المصرية عليها بالفعل الاستفاقة من وهم انها الكنيسة المصرية الوحيدة في مصر فهناك كنائس أخرى ايضاً - بل وحتى لو كان الأمر كذلك – فالتجاوز غير مقبول – وهو ما أقدم عليه الانبا شنودة بالفعل بدعوة السفير الاسرئيلي على مأدبة الوحدة الوطنية
في كل الاحوال لم يتقبل الكثير من اقباط المهجر سلوك وزارة الاوقاف في المأدبة الرمضانية ، ودعوة الانبا اثناسيوس مع الانبا شنودة ، وجلوس هذا مقابل ذاك ، وهو معنى لا يمكن لللبيب ان يخطئه ، ويقتضي من راس الكنيسة اعادة التفكير في كثير مما اعتبره حتى اليوم من المسلمات – فهو ليس كذلك – وترك الحبل على الغارب لبعض الموتورين في الداخل أو الخارج لتحديد ورسم " سياسة " الكنيسة على نحو متعارض مع مصلحة هذا الوطن ويمس بشكل ما بالعلاقة بين المسلمين والمسيحين في مصر – خطوة في الاتجاه الخاطئ ، لاقترابه في النهاية من أمن مصر القومي وأمن شعبها ، وقد فهمت دعوة السفير الاسرائيلي على انها جزء من سياسة قد تصبح عامة

تجاهلت الكنيسة ان اسرائيل برغم اتفاقيات كامب ديفيد لم تستطع بالفعل كسر جمود التطبيع المؤمل، وارادت التلويح لطرف ما ان الكنيسة المصرية بامكانها كسر هذا الجمود بشكل جزئي على الاقل ، وهو ما اقتضى ويقتضي بالفعل اعادة تصحيح ما تُرك على عواهنه حتى الآن ، ووضع الكنائس المصرية في وضعها الحقيقي والطبيعي ايضاً. فمن غير المقبول ان ترسل مؤسسة دينية في مصر رسائل سياسية تتجاوز حدود المقبول شعبياً، وليس صحيح على الاطلاق ان ما يحق سياسياً للدولة المصرية – بغض النظر عن الاتفاق او الاختلاف مع النظام القائم فيها – يحق بالضرورة للمؤسسات الدينية القائمة في كنفها - وهذا ما لن تختلف عليه سلطة في مصر، حالية أو قادمة - قريبة كانت أو بعيدة عن واشنطن، فالأمر في النهاية لا يتعلق بشخص وكنيسة بل يتعلق بدولة كاملة وايضاً بسياسة كنسية ستنعكس في النهاية على " الرعية " وهؤلاء جزء من شعب مصر العربي المسلم . وربما كان ذلك تحديداً ما اثار اقباط المهجر، حيث اعتقدوا لفترة طويلة ان ما يحق للرئيس الحاكم في مصر – يحق بالضرورة لرأس الكنيسة المصرية، بل ان ذلك بالفعل ما يمكن فهمه من سلوك هؤلاء وما تقدم عليه بعض جمعيات واتحادات ومنظمات المهجر – بالتنسيق الكامل مع الكنيسة في مصر – سواء عبر طرح " قضايا " الاقباط بطرق متعددة على دول وحكومات ومنظمات ومؤسسات وبرلمانات، او من خلال طروحاتهم المباشرة في صحفهم الاليكترونية ومحطاتهم التلفزيونية ، واصدار بيانات وخلافه في تبسيط مخل لطبيعة الأمور، وسعي ليس وراءه طائل لفصل الجزء عن الكل – الاقباط عن بقية شعب مصر
أعتبر اقباط المهجر - على لسان أحد كبار فلاسفتهم وممثليهم في الخارج – ان ما حدث من وزارة الاوقاف المصرية في المأدبة الرمضانية " جليطة وسوء أدب وتحدي علني من الحكومة الوهابية..لها علاقة مباشرة " بالمقوقس والاحتلال الروماني للكنيسة المصرية والوطن مصر " . هذا الكلام منقول من احدى صحفهم الاليكترونية بقلم الدكتور جاك عطالله، وهي مقالة طويلة عصماء يطالب فيها الانبا شنودة بعدم التهاون بشأن الكنيسة والاقباط في مصر اكثر من ذلك، وعدم السماح لهم بقراءة قرآنهم واقامة الصلوات في الكنائس، فآلههم..كيت وكيت ودينهم ..ونبيهم .. الخ ..الخ.. مما اعتاد على كتابته بعض مناضلي وفلاسفة اقباط المهجر بحق رعايا ودين الاحتلال الاسلامي الغاشم في مصر
في النهاية اتصور بالفعل ان العمر له احكام ، وقد كبر الانبا شنودة بالفعل - وكفاية كده - فترك الأمور داخل الكنيسة بيد المتصارعين على كرسي البابوية بعد تنيّح الانبا شنودة – الذي لا مفر منه – خلق قنوات ليست نظيفة – حتى لا اصفها بوصف آخر-، بين المتصارعين على الكرسي و اقباط المهجر يحاول كل منهم من خلالها التدليل والبرهنة على انه الاقوى في الدفاع عن مصالح اقباط مصر في الداخل والخارج، وانه في سبيله لذلك لا يحده حد..ولا قيمة
والكلام ما زال كثيراً ، .
فهل يشذب العقلاء داخل الكنيسة ذلك التوجه الخاطئ والغبي والخطر حرصاً على مصلحة مصر وشعبها من اقباط ومسلمين على السواء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق