الأحد، 9 مايو 2010

التنصير في وسائل المواصلات

خالد المصري - بتاريخ: 2010-05-09

كنت في السابق أرفض الكلام عن الأديان مع النصارى في وسائل المواصلات سواء كانت أتوبيس أو مترو أو حتى قطار حتى لا تحدث مشادات وفتن بين الناس وهناك الكثير منهم من العوام ، وكنت دائماً ما ألوم الأخوة الذين يدخلون في جدالات من هذا النوع في مثل هذه الأماكن ، ولكن حدث لي موقف منذ يومين وضعني في محك مباشر وتجربة قوية

الموضوع أنني ركبت سيارة أجرة ميني باص متوجها إلى بيتي وفضلت الجلوس في آخر مقعد من مقاعد السيارة تجنبا للزحام ، وركب في الكرسي الذي أمامي شابان يبدوا على سحنتهما أنهما نصرانيان وبدءا في حوار
قال أحدهما للآخر :
تعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم اتجوز 18 واحدة ؟؟

فرد عليه صديقه : لا يا أخي 18 ايه أنا أعرف أنهم اقل من كده
فقال له : والله 18 انت ما قرتش كتاب ابن كثير ولا ايه ؟

بدأ العبد لله يرمي أذنيه مع الشابين

استطرد الشاب الظريف في كلامه لصاحبه الأظرف قائلاً له :
شوف أنا هقولك أصل ده كان عادي على أيامهم ، والصحابة كلهم كانوا متجوزين كتير وبعدين بقا هقولك على حاجة الرسول واحدة توهبله نفسها وواحده ما يرضاش يدخل بيها عشان عندها برص وواحدة يسرحها لأهلها اومااااااال ... انت فاكر ايه

وجدت أن الموضوع قد زاد عن حده ولابد أن أتدخل خاصة بعد أن لفتا انتباه من بحوارهما نتيجة صوتهما العالي المتعمد

أدخلت رأسى بينهما وقلت : واضح أن الأستاذ قاري كويس
قال : ايوة كله موجود في سيرة ابن كثير
قلت له : وتعرف كام واحده بقا وهبت نفسها للنبي
قال: كتير
قلت له يعنى كام
قال معرفش
قلت له طيب ومين اللى سرحها لأهلها وسرحها ليه؟
قال: اسمها أمية
قلت له :تقصد اميمة بنت النعمان؟
قال: لا.. أمية ..وأضاف :اقرأ ابن كثير
قلت له: ما شاء الله واضح انك قاري كويس ، ثم أضفت :على العموم الرسول تزوج من تسعة فقط هن من بقين معه وباقي الزوجات اللي ذكرهم ابن كثير لم يتزوجهن الرسول أو طلقهن دون دخول ،وبعدين هو الإسلام يعني ابتدع فكرة تعدد الزوجات ما هو ده كان موجود قبل الإسلام وموجود كمان في الشرائع السابقة هو انت ما قريتش الإنجيل ولا ايه ، ولم أعطه فرصة للرد فقلت له تعرف سليمان كان متجوز كام واحده فى الإنجيل
فأصيب بالبلامة ولم انتظر رده فقلت له :اتجوز 700 واحدة وكان عنده 300 جارية كل ده موجود فى الإنجيل، ثم عاجلته بسؤال : يعني هو انت قاري فى الإسلاميات ومش قاري فى كتابك هو مش الأستاذ مسيحي بردوه
قال: لا .. انا مسلم
قلت له: يا راجل ..واسمك ايه بقا؟
قال: اسمي أسامة سعيد ..ثم قال : أسامة سعيد محمد
قلت له :اسامة سعيد محمد.. ماشاء الله ؟؟طيب يعنى ما تعرفش الأنبياء فى الإنجيل اتجوزو كام واحدة؟

قال: احنا مالناش دعوة بالإنجيل احنا بنتكلم فى الإسلام
قال هذه الكلمة وكانت السيارة كلها في أشد الانتباه لهذا الحوار المثير
فقلت وبصوت عال ليسمعني كل الناس :
يعني انت مسيحي ومستعر من دينك وشغال افتراءات على النبي صلى الله عليه وسلم ..طيب ما تقرا الإنجيل ..ثم قلت :اقراه كويس بس

أظن أن السيارة كان فيها غيره من المسيحيين ولم يجرؤ أن يتكلم احد
وأقسم بالله أنه لم يجرؤ أن يفتح فمه بل كان شاخصا بصره تجاهي وقد اصفرت سحنته وشحبت ملامحه

نزلت من السيارة لأن محطتي قد جاءت وأنا على يقين انه لن يجرؤ أن يفتح فمه بعدها في سيارة مواصلات عامة

هذا النموذج يا سادة منتشر جدا وكنت في السابق كما ذكرت ألوم بعض الإخوة - وهم باحثون متخصصون - من الحديث في الإنجيل أو الكتاب المقدس في وسائل المواصلات

اللافت للانتباه في هذا الموقف أمران:

الأول هو تجرؤ المنصرين لهذا الحد على الكلام في الإسلام بهذه الصورة دون خوف ولا وجل طبعا فضلا عن كذبهم وادعائهم الإسلام حتى لا يلفتوا الانتباه

وكانوا في السابق - أقسم بالله - لا يجرؤ أحدهم أن يظهر يده حتى ليظهر الصليب أو حتى لا تجرؤ هي أو هو على ارتداء صليب حول رقبته أو رقبتها

الآن نجد الصلبان في اليد من الخلف والأمام والصلبان تتدلى على رقابهم وعلى صدورهم شاخصة للعيان

بل إنى أقسم بالله قد وجدت مرة شخصا مسيحيا يعمل سائق تاكسي واضع كلمة "جيسس" فى العلامة أعلى سيارته بدل من كلمة تاكسي !!

ومنهم من يضع على سيارته في الخلف صورا ليسوع والعدرا وأماكن ظاهرة للصليب

الأمر الثاني :أنه لم يرد عليه أحد من المسلمين أنفسهم وكأن الغيرة قد ذهبت منهم أو لعلهم لم ينشغلوا بما يقال ولم ينتبهوا لما قال

هذا الموقف ذكرنى بموقف آخر معاكس تماما

احد الإخوة أخبرني انه كان يستقل أتوبيس نقل عام فوجد فتاة جالسة على مقعد وتقرأ الإنجيل

فقال لها الأخ وهو واحد من كبار الباحثين في مقارنة الأديان في مصر : : هو ده حضرتك عهد قديم ولا عهد جديد
فقالت له : عهد قديم ..ثم أردفت :لاء لاء لاء استنا كده فنظرت على غلافه وقالت له :عهد جديد

فقال لها : طيب افتحي إنجيل مرقص كده

قالت له : حاضر وهمت أن تفتحه فوجد ركاب الأوتوبيس يقولون له :ممنوع الكلام في الحاجات ده يا أستاذ

وراكب ىخر قال له : جرا ايه يا أستاذ؟

هذا هو الحال يا سادة ..بعض الناس في حالة تغييب شديد وغير مدركين لمخططات التنصير المنظمة من قبل الكنيسة والموجهة لفئات كثيرة من المجتمع ، لو كان هؤلاء الناس وجدوا صدا من المسلمين لما تجرءوا لهذا الحد ، ولما وصلوا لدرجة الاطمئنان و عدم الخوف التي يشعرون بها ، ولما فكروا أساساً أن يتحدثوا بكلمة واحدة عن الإسلام ولا عن أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق