الأحد، 28 فبراير 2010

البابا يدين تجاوزات جنسية في الكنيسة




كسر البابا يوحنا بولس الثاني بابا الفاتيكان الصمت الذي التزمه حيال موجة من الفضائح الجنسية التي هددت بتقويض سمعة السلطة الأخلاقية التي تتمتع بها الكنيسة الكاثوليكية.
لقد تأثرنا شخصيا وبشدة بذنوب اقترفها إخواننا
البابا يوحنا بولس الثاني واستنكر البابا في خطابه السنوي "ذنوب إخواننا" التي جلبت الفضيحة إلى الكنيسة، وجعلت جموع المؤمنين متشككة حتى في أفضل القساوسة.
وقال إن هؤلاء الأخوة استسلموا لـ "أسوأ صور الشر في العالم".
وخصص البابا فقرة واحدة فقط من خطابه الذي اشتمل 22 صفحة لهذه المسألة، ولم يذكر مصطلح استغلال الأطفال جنسيا أبدا في تلك الفترة. ولكن يبقى أن تلك هي المرة الأولى التي يشير فيها البابا إلى الاستغلال الجنسي منذ شهدت الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا فضيحة كبرى متعلقة بهذا الموضوع.
كما برزت مؤخرا عدة فضائح متعلقة بالاستغلال الجنسي والتحرش في أوساط رجال دين مسيحيين في أوروبا واستراليا.
وقد أرسل البابا العام الماضي عن طريق البريد الإلكتروني اعتذارات عن سلسلة من الأعمال الجائرة التي اقترفها رجال دين مسيحيون في دول على المحيط الهادئ. ومن تلك الأعمال إجبار بعض رجال الدين راهبات على ممارسة الجنس ثم الإجهاض.
وفي خطابه الأخير قال البابا إن الكنيسة "أظهرت للضحايا اهتمامها".
دعاوى مكلفة
وانتُقد الفاتيكان مرارا بسبب تباطئه في الرد على اتهامات الاستغلال الجنسي، ولجوئه إلى اعتبار تلك الاتهامات محاولة للانتقاص من سمعة الكنيسة.
كما أثبتت تلك الدعاوى أنها مكلفة. ففي يناير/ كانون الثاني وافقت الكنيسة الكاثوليكية في أيرلندا على دفع مبلغ 110 مليون دولار لأطفال استغلوا جنسيا من قبل رجال دين على مر عقود، إذ أدين أكثر من 20 رجل دين وراهبة بإرغام أطفال على ممارسة الجنس
.
ووافقت أبرشية بوسطن الأمريكية على دفع ما بين 15 مليون إلى 30 مليون دولار إلى عشرات من الأشخاص لتسوية دعاوى بأن قسا استغلهم جنسيا حين كانوا أطفالا.
وعوقب القس المفصول حاليا جون جيجان بالسجن 10 سنوات بسبب إرغامه طفلا صغيرا على ممارسة الجنس، وقد اتهمه 200 ضحية، كما اتهموا قساوسة آخرين في بوسطن، باستغلالهم جنسيا.
ولطخت القضية سمعة كاردينال بوسطن برنارد لو، الذي يقال إن البابا يقدره.
وقد قالت صحيفة بوسطن جلوب التي قادت تحقيقا موسعة في القضية إن الكاردينال لُو علم بأمر جون جيجان لكنه نقله من أبرشية إلى أخرى، دون أن يبعده عن الأطفال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق