الجمعة، 26 فبراير 2010

الحياة المجهولة لراهبات البابا شنودة

الحياة المجهولة لراهبات البابا شنودة
علي الطريق من مدينة المنصورة إلي دمياط تستوقفك لافتة صغيرة مكتوب عليها «إلي دير القديسة دميانة».. وعندما تقف أمام أسوار هذا الدير تستحضر روحانيات خاصة تدور حول قصة القديسة دميانة التي دفعت حياتها ثمناً للدفاع عن المسيحية وانتصاراً لها.. هناك يرددون حكاية قد تكون أسطورية عن هذه المرأة.. فقد كانت تعمل من أجل نشر المسيحية في المنطقة لكن خصومها وقفوا ضدها وطاردوها وقرروا التخلص منها.. وفي يوم من الأيام كانوا يتعقبونها وعندما رأتهم أسرعت من أمامهم وهي تصيح: «جُم يانة .. جُم يانة..» قتلوها.. وبمرور الأيام تحول الاسم من ..جُم يانة.. إلي دميانة.. ثم بني لها دير لتصبح هي قديسته.
مرت علي هذا الدير سنوات طويلة هادئة.. لكن يبدو أن الصخب عاد إليه مرة ثانية من داخله.. فراهبات الدير الآن يقمن بحركة معارضة شديدة لرئيس الدير الأنبا بيشوي.. للدرجة التي دفعتهن إلي التفكير في إعداد بيان وإرساله إلي البابا شنودة يطالبن فيه بتنصيب إحداهن رئيسة للدير بدلاً من الأنبا بيشوي الذي يحكم قبضته عليهن ويحول بينهن وبين الاتصال بالعالم خارج الدير وهو ما دفعهن لأن يغلقن الباب في وجهه ذات مرة ولا يسمحن له بالدخول.
كان الأنبا بيشوي الذي يطلقون عليه لقب «الرجل الحديدي» في الكنيسة لحدته وصرامته مرافقاً للبابا شنودة في رحلته التي افتتح فيها بعض الكنائس بأسوان والجونة.. بعد أن أتم بيشوي مهمته وكان الوقت قد تأخر به عاد إلي دير القديسة دميانة ليلاً.. وقف أمام باب الدير وطرقه عدة مرات لكنه كان مغلقاً.. حاول أن يستعين ببعض مساعديه في الداخل ليفتحوا له.. لكنه لم يكن يعلم أن هناك قراراً كان قد صدر من راهبات الدير بعدم السماح له بالدخول احتجاجاً علي تجاوزاته وقسوته في التعامل معهن.. ظل الأنبا بيشوي طويلاً أمام الباب حتي سمح له في النهاية بدخول الدير لكن الرسالة قد وصلته تماماً بأنه أصبح غير مرغوب فيه.
علم الأنبا بيشوي بعد ذلك أن بعض الراهبات تقود حركة للتمرد عليه والمطالبة بالتحقيق معه في التجاوزات التي جرت علي يديه ضدهن.. ولذلك أحكم قبضته عليهن ومنعهن من الخروج من الدير أو الاتصال بأحد.. ومن بين الحكايات التي تتردد أن بعض الراهبات استطعن كسر الحصار المفروض عليهن وحضرن إلي العباسية لمقابلة البابا شنودة لعرض الأمر عليه.. لكنهن لم يستطعن مقابلته نظراً لظروفه الصحية الصعبة ويبدو أن هذه المقابلة لن تتم لأن البابا نفسه سافر في رحلة علاج قد تطول كثيراً هذه المرة.. وهو ما يعني أن راهبات القديسة دميانة سيعانين كثيراً وهن تحت سيطرة الأنبا بيشوي خلال الفترة المقبلة.
دير القديسة دميانة واحد من ستة أديرة في مصر بها راهبات.. لكنه الدير الوحيد الذي يرأسه رجل هو الأنبا بيشوي وفي ذلك مخالفة واضحة لقواعد رهبنة النساء التي وضعت مبكراً جداً في الكنيسة المصرية، ففي القرن الرابع الميلادي تم تأسيس أول دير للراهبات وكان أهم شرط في تأسيسه أن يكون رئيس الدير رجلاً طاعناً في السن والمعني مفهوم وهو ما لا ينطبق علي الأنبا بيشوي فقد تجاوز الستين من عمره بأربع سنوات فقط.. ثم إن أديرة الراهبات الأخري ترأسها نساء فلماذا يتم استثناء دير القديسة دميانة من ذلك.. وهو ما يجعلنا نتفهم حركة تمرد راهبات القديسة دميانة ومطالبتهن بتنصيب رئيسة منهن عليهن تدير شئونهن دون الحاجة إلي التعامل مع الأنبا بيشوي الذي يبدو أنه رجل غير متفاهم بالمرة.
هذه الواقعة التي لم يلتفت لها الكثيرون تضعنا وجهاً لوجه أمام عالم غامض جداً في الكنيسة الأرثوذكسية، عالم تحكمه الأسرار ولا يفصح عن مكنوناته إلا قليلاً، ففي الكتب القبطية الكثيرة التي تحدثت عن الرهبنة وتاريخها وطقوسها لا نجد إلا التفاتا هينا لرهبنة النساء ومن ذلك ما جاء في كتاب «رسالة مارمينا عن الرهبنة القبطية» يقول موريس يوسف حنا: أما أديرة الراهبات الموجودة في أيامنا هذه فهي أربعة وكلها بالقاهرة وملحقة بكنائس توجد في جوارها ويسكنها عدد قليل من الراهبات يقضين أوقاتهن في العبادة والتنسك والأعمال المنزلية للدير، ولكل دير رئيسة تسمي الأم وتذهب الراهبات إلي الكنائس المجاورة لديرهن للصلاة والتعبد وهن في الايمان عظيمات عاكفات علي العبادة والصلوات وهذه الأديرة الأربعة هي:
< دير الأمير تادرس بحارة الروم شرقي كنيسة العذراء وبه ثلاث عشرة راهبة.
< دير مارجرجس للراهبات بحارة زويلة به أربعون راهبة وبه مقصورة شاهقة البناء يرجع تاريخها إلي القرن العاشر.
< دير العذراء للراهبات بحارة زويلة بجوار الكنيسة وقد ذكره المقريزي وجدد بناءه الأنبا مرقس البطريرك الأول ثم الأنبا كيرلس الخامس وبه خمس وعشرون راهبة.
< دير القديس أبو سيفين «مرقوريوس» بجوار كنيسة أبو سيفين بمصر القديمة وبه مقصورة بها صورة أثرية للقديس أبي سيفين وقد جدد بناءه الأنبا كيرلس الخامس.
لو اعتمدنا علي احصاء موريس يوسف لاعتبرنا أن عدد الراهبات الأرثوذكس لا يتجاوز المائة راهبة وهو كلام غير صحيح فطبقاً لبعض التقديرات الكنسية يصل عدد الراهبات في الكنيسة المصرية إلي 500 راهبة وهو عدد قليل جداً مقارنة بالرهبان الرجال وقياساً إلي تاريخ رهبنة النساء الذي بدأ مبكراً للغاية في مصر، وقد يكون ذلك بسبب الشروط القاسية التي تضعها الكنيسة وقلما تتوافر في أي فتاة ترغب في أن تخرج من العالم وتلتحق بالرهبنة.. ففي هذا الطريق الوعر غير الممهد وحدها لا تكفي.
في قوانين الكنيسة الأرثوذكسية سبعة شروط يجب أن تستوفيها أي راغبة في الرهبنة ولا يتم التهاون في أي منها أولها بالطبع العذرية.. فمن تريد أن تصبح راهبة يجب أن تكون عذراء محتفظة ببكارتها وألا يقل عمرها عن 21 عاماً وألا يتجاوز 28 عاماً.. وهو سن له فلسفته الخاصة ففي هذه السنوات تعيش الفتاة أجمل أيام عمرها وعندما تدخل الدير وهي في هذا العمر فإنها بذلك قد ضحت تضحية عظيمة حيث تهب أجمل سنوات عمرها للمسيح.. فليس معقولاً ولا مقبولاً أن تهب المرأة حياتها للمسيح بعد أن تكون ودعت سنوات الشباب بما فيها من متعة وانطلاق.
تشترط الكنيسة كذلك أن تحصل الفتاة المتقدمة للرهبنة علي مؤهل متوسط علي الأقل.. فنظام الرهبنة لا يقبل الأميات اللاتي لا يجدن القراءة والكتابة، فالكنيسة علي قناعة تامة بأن هناك علاقة بين المستوي التعليمي والمستوي الروحي، كما أن الفتاة المتعلمة ستكون أكثر قدرة علي العمل والفهم وخدمة الكنيسة، هذا الشرط يجب أن يتوافر أيضاً في الرهبان الرجال.. لكنه يزيد بعض الشيء حيث يجب أن يكون المتقدم للرهبنة من الرجال حاصلاً علي شهادة جامعية.. وقد سبب هذا الشرط الكثير من الإزعاج للكنيسة فهناك فتيات غير حاصلات علي مؤهل متوسط لكن يرغبن في الانتظام في سلك الرهبنة، لكن هؤلاء يغلق الباب في وجوههن بشدة وعنف وهو ما يحدث أيضاً مع الرجال غير الحاصلين علي مؤهل جامعي.. لكن الكنيسة لاتسامح في ذلك فالتعليم عندها شرط أساسي حتي لو حرم ذلك من يرون في أنفسهم من الرجال والنساء أنهم الأحق بدخول الدير والعمل في الرهبنة.
الشرط الثالث أن تخضع المتقدمة للرهبنة إلي فحص طبي شامل ليس علي المستوي البدني فقط للتأكد من خلوها من الأمراض العضوية.. ولكن لفحص نفسي وعصبي أيضاً ويتم من خلال هذا الفحص قياس قدرة المتقدمة للرهبنة علي تحمل حياة العزلة.. كما انها ستنتظم في الحياة مع أخريات فيجب أن تكون خالية من العقد النفسية التي يمكن أن تسبب قلقاً ومشكلات في المجتمع الجديد الذي سوف تنتمي إليه، هذا الشرط بالطبع يعتبر قاسياً جداً حيث من النادر أن تخلو فتاة من الأمراض سواء البدنية أو النفسية ولذلك فإن فتيات كثيرات يحرمن من حلمهن في الرهبنة بسبب هذا الشرط، الطريف أن بعض من ينتقدون نظام رهبنة النساء يطلبون إلغاء هذا الشرط علي أساس أن الفتاة التي تخلو من الأمراض النفسية من المؤكد أنها ستصاب بها بعد أن تصبح راهبة.. فالنظام الصارم الذي يطبق عليهن يجعلهن يضقن كثيراً بما يحدث لهن.
الشروط القاسية لا تنطبق علي الفتاة المتقدمة للرهبنة فقط.. ولكنها تصل أيضاً إلي الأسرة التي تنتمي إليها فلا بد أن تكون الفتاة منتمية إلي وسط اجتماعي ومادي علي الأقل متوسط فلا تقبل الفقيرات في سلك الرهبنة ولابد أن تتمتع أسرة الفتاة بسمعة طيبة.. وذلك حتي لا يكون دخول الفتاة للرهبنة هروباً من سمعة عائلتها السيئة أو فراراً من فقر وحالة الضيق التي تعيش فيها.. ويرتبط بهذين الشرطين.. شرط يعتبر قاسياً جداً وهو ألا تكون الفتاة المتقدمة للرهبنة قد تمت خطبتها وهذا يمكن أن يعرف بسهولة.. وألا تكون قد مرت بتجربة عاطفية ولو عابرة.. وهي حالة يمكن من الصعب التأكد منها.. لكن يقوم كاهن الكنيسة التي تنتمي لها الفتاة بالتحري عنها ومعرفة تاريخها العاطفي.. وهو شرط تراه الكنيسة جوهرياً حتي لا يكون دخول الفتاة للدير هروباً من علاقة فاشلة أو محاولة للبحث عن تعويض عن علاقة غرامية فاشلة.. فالكنيسة تقوم علي فكرة أساسية وهي أن الرهبنة تأخذ ولا تعطي.
هذا الشرط ينسف ما يشاع عن أن الفتاة التي تكون راغبة في الرهبنة إذا كانت مخطوبة فعليها أن تتبرع بجهازها كاملاً إلي الكنيسة ليكون ذلك بمثابة المهر الذي تدفعه البنت للمسيح.. فهذا كلام غير صحيح لأن الفتاة يجب ألا تكون مخطوبة أو في حياتها علاقة غرامية.. وقد يكون مبرر الكنيسة مقبولاً فهو يريد فتاة خالصة له ليس في حياتها شيء سوي المسيح.. لكن هناك من يري أن الكنيسة تريد ألا تكون البنت قد تعرفت علي الجزء المادي من الحياة.. فالخطوبة أو العلاقة العاطفية لاتخلو بأي حال من الأحوال من الهمسة واللمسة.. ولو كان بيد الكنيسة لأضافت إلي هذا الشرط الغريب شرطاً آخر وهو ألا تكون الفتاة قد مرت بتجربة جنسية ولو عابرة.. وهو أمر صعب جداً.. فشروط الكنيسة تعني ببساطة أن تكون الفتاة المتقدمة للرهبنة ليست إنسانة بالمرة.
ليس هذا فقط فحتي لو انطبقت كل هذه الشروط علي الفتاة فإنها لا تصبح راهبة، فهناك فترة اختبار تصل إلي ثلاث سنوات تكلف خلالها بأعمال بدنية شاقة ومهينة في الوقت نفسه حيث يطلب منها مثلاً تنظيف دورات المياه وغسيل ملابس الراهبات الكبيرات وذلك لمعرفة مدي تحملها وتقبلها لكل ما يطلب منها بعد ذلك في الدير الذي ستلتحق به.. بعد اجتياز الاختبار تصبح الفتاة راهبة تسير عليها كل قوانين الرهبنة التي منها أن تظل الراهبة حبيسة التأملات ولا تستقبل زواراً إلا مرة واحدة كل شهر.. ولا تستطيع الراهبة الخدمة في الأسرار الكنسية ولا تؤدي أي وظيفة من الوظائف المقصورة علي الرجال من القساوسة أو الشمامسة الذين هم خدام الكنيسة.
تعيش الراهبات في الكنيسة بدون درجة كهنوتية.. وإذا يطلق عليهن لقب شماسات فهو مجرد لقب فلا يحق لها أن تؤدي الصلاة ومن بين ما يذكر أن البابا شنودة قام في احتفال عام 1981 بتكريس أول عدد من الشماسات وبلغ عددهن وقتها 28 شماسة تم اختيارهن من النساء اللاتي بلغن سن النضج حيث تجاوزن الخمسين من العمر، واعتبر البعض أن هذا خطأ وقع فيه البابا حيث كان ينبغي أن يبدأ بالشابات اليافعات النشيطات اللاتي يتمتعن بالطاقة والقدرة علي خدمة الكنيسة.. ولذلك فإن البنات المكرسات بعد عام 1981 تم اختيارهن من الشابات اللاتي يستطعن خدمة الكنيسة.. وهي الخدمة التي يتم تحديدها وتنظيمها طبقاً لنظام واحتياج كل دير.. فلكل دير حرية وضع التنظيم الخاص به وفقاً لاحتياجاته ومتطلباته.
في نظام الرهبنة الأرثوذكسية يختلف الوضع بعض الشيء.. ففي الكنيسة الأرثوذكسية الرهبنة تعبدية فقط ولا يوجد فيها أي جانب خدمي.. ورغم ذلك فإن البرنامج اليومي للراهبات شاق جداً ولا تستطيع أن تتحمله إلا راهبة ذات مواصفات خاصة فحياتهن المغلقة في الأديرة لا شيء فيها إلا التفرغ التام للعبادة والعبادة المطلقة.. تستيقظ الراهبة في الثالثة فجراً لتبدأ يومها بالتسابيح التي تسبق الصلاة الجماعية التي تعقد في الخامسة فجراً.. ثم تعقبها صلاة ثانية لكنها تتم بشكل فردي وتستمر حتي السابعة صباحاً.. بعد هذه الصلاة يبدأ العمل البدني وهو ليس عملاً خدمياً حيث يتركز في أعمال الأشغال اليدوية كأعمال التطريز والخياطة.. يستمر هذا العمل حتي الثانية عشرة ظهراً تقام بعده صلاة جماعية تتوقف عندما يحين موعد الغداء.. بعد تناول الغداء يدخلن في فترة راحة حتي الساعة الخامسة عصراً.. وخلال ساعتين أي حتي السابعة مساء تقام صلاة جماعية.. وبعدها تدخل كل راهبة إلي القلاية الخاصة بها حيث تتعبد بمفردها في صلاة خاصة بها تنتهي في التاسعة مساء وهي الساعة التي تطفأ فيها أنوار الدير حيث يحل موعد النوم.. لينتهي اليوم ويبدأ يوم جديد تمارس فيه نفس الطقوس بنفس الطريقة ونفس الدقة.
قد تري في هذه الحياة الرهبانية النسائية مللاً لايطاق.. لكن الراهبات يسعدن بها خاصة أنهن دخلنه عن اختيار كامل.. لكن يبدو أن هناك مشكلات بدأت في الظهور وخاصة في دير القديسة دميانة حيث يديره الأنبا بيشوي بقسوة غير مبررة دفعت الراهبات للتمرد عليه وإعلان حالة العصيان في وجهه والسؤال الآن هل يمكن أن تستمع قيادات الكنيسة الرسمية إلي شكاوي الراهبات أم يتعاملون معهن بالتجاهل الشديد المعروف عن قيادات الكنيسة في تعاملها مع مشكلاتها الكبري.
إن التعامل مع الراهبات في الكنيسة يخضع لتصور رجال الدين المسيحي العام عن المرأة.. فهي بالنسبة لهم مخلوق درجة ثانية.. وإذا كانت الكنيسة فتحت الباب أمام النساء من أجل الانخراط في سلك الرهبنة فإنها فعلت ذلك لتتيح لمن تريد أن تتفرغ للعبادة وتحفظ عذريتها للمسيح أن تفعل ذلك في مكان لا يشغلها عما تريده أو ترغبه.. لكن هذا لا يرتب لها أي حقوق ولا يمنحها أي صلاحيات مثل التي يحصل عليها الرجال الذين تتدرج رتبهم الكنسية من الأسقف إلي الشماس ولذلك ظهرت فئتان من النساء في الكنيسة.. الفئة الأولي وتشتمل علي النساء اللاتي يرغبن في تكريس انفسهن وحياتهن للتسبيح فيصبحن راهبات.. والفئة الثانية تشتمل علي النساء اللاتي يمنحن حياتهن لله ولكنهن يرغبن في الوقت نفسه في خدمة الكنيسة والمشاركة في إفادة الأنشطة الكنسية مثل المشاركة في الاجتماعات وحضور المواعظ.
الكنيسة علي سبيل المثال تتعامل مع الراهبات علي أنهن في النهاية نساء ولذلك يصعب بل يستحيل إنشاء أديرة خاصة بهن بل يلحقن بالأديرة الكبري التي تقع داخل كردون المدن وذلك خلافاً لأديرة الرهبان التي يوجد معظمها في الصحراء بعيداً عن العمران.. وقد تكون في ذلك فلسفة ذكورية لا تخفي علي أحد فالمرأة حتي لو كانت راهبة فلا بد أن تعمل بين الناس.. وفي هذا انتقاص من قدر وكرامة المرأة حيث ينظر إليها علي أنها أقل من الرجل ولا تستطيع أن تقوم بنفس الوظائف التي يقوم بها حتي لو كانت وهبت نفسها للمسيح.
قد يكون من حق الكنيسة المصرية أن تفخر بأنها قدمت للعالم نظام الرهبة النسائية.. لكن ذلك لا يعطيها الحق في أن تتجاهل أن هذا النظام بدأت المشكلات تدب في أوصاله.. لقد ثبت أن الراهبات عاجزات عن خدمة الكنيسة بشكل كامل.. ولذلك لجأ البابا شنودة إلي إقرار نظام المكرسات.. لكن هذه ليست المشكلة الوحيدة.. فقد ضاقت الراهبات بمايحيط بهن وبتحكمات الأساقفة الرجال، وعلي الكنيسة أن تلتفت لذلك قبل أن تجد نفسها في مواجهة ثورة لن تستطيع التعامل معها برفق، وأعتقد أنه ليس معقولاً أن تقمع الكنيسة ثورة راهباتها بالقوة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق