الجمعة، 26 فبراير 2010

العلمانيون ينغّصون ذكرى تنصيب البابا شنودة

العلمانيون ينغّصون ذكرى تنصيب البابا شنودة
القاهرة ــ عبد الحفيظ سعد
مرت أول من أمس الذكرى الـ35 على تولي البابا شنودة كرسي البطريركية المرقسية. وبعيداً عن الاحتفالات التي تزامنت مع عودة البابا من رحلة علاج على كرسي متحرك، كانت أول مفاجأة رفض المحكمة للدعوى القضائية التي أقامها محام ضد القس ماكس ميشيل، المعروف باسم الأنبا مكسيموس أو البابا المنشق.البابا شنودة وجمال مبارك خلال حفل إفطار في شهر رمضان الماضي (أ ف ب)ورأت مصادر في الكنيسة أن الحكم بعدم الاختصاص هو هدية غير مرغوب فيها في احتفال البابا، الذي كانت هناك هدية أخرى في انتظاره، عندما اختارت مجموعة من العلمانيين الأقباط عقد مؤتمر تحت عنوان «رؤية علمانية في الإشكاليات الكنسية»، وهو ما استفز معارضة قادها كبار قيادات الكنيسة، وعلى رأسهم الأمين العام للمجمع المقدس، والذراع اليمنى للبابا شنودة، الأنبا بيشوي، الذي رأى أن المؤتمر خروج عن الكنيسة ومحاولة دعائية تهدف إلى تقويضها.وشدد رئيس المؤتمر كمال زاخر على أن «المؤتمر يسعى إلى مشاركة العلمانيين في حل مشاكل الأقباط المسيحيين سواء في علاقتهم بالكنيسة أو بالدولة». وقال لـ«الأخبار»: «سنهدي توصيات وأبحاث المؤتمر إلى البابا شنودة في عيد جلوسه الخامس والثلاثين. وقصدنا أن يتزامن موعد المؤتمر مع احتفالية الكنيسة في هذه المناسبة، للتأكيد على وجود العلمانيين في قلب الكنيسة ومشاكل الأقباط».وعقد المؤتمر في جمعية التنوير، التي أسسها الكاتب العلماني المصري فرج فودة، الذي اغتيل سنة 1994 على يد الجماعات الإسلامية المصرية. وهي إشارة غير معلنة إلى أن المناقشات لن تتم تحت رايات التقديس، وأنها ضد الأفكار المغلقة.كما أشارت مصادر إلى حرص المنظمين على إعلان استقلالهم عن المجموعات التابعة للكنيسة، وفي الوقت نفسه عدم الإعلان عن الصدام الكامل مع الكنيسة، وهو ما يفسر الحذر الذي ميّز ترتيبات المؤتمر، الذي اقتصر حضوره على المشاركين وبعض الدعوات الشخصية فقط.وأعلن المنظمون أنهم لن يسمحوا بالهجوم على أشخاص في الكنيسة، وأن المناقشات ستقتصر على طرح رؤى عامة لمشاكل الأقباط، تناقش من خلال محاور: الأول عن «الأقباط والمواطنة»، والثاني عن «علاقة الأكليروس بالعلمانيين وتغير مفاهيم العلاقة الأبوية»، و«رعاية الكنيسة من المفهوم القديم إلى مفهوم جديد تعود فيه إلى الجانب الروحى فقط».ويبدو أن النقطة الأكثر استفزازاً في المؤتمر بالنسبة لرجال الكنيسة أنه يأتي في إطار محاولة رسم دور للعلمانيين في تسيير أمور الكنيسة والرقابة المالية على ميزانيتها، وطرح طريقة جديدة لاختيار البابا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق