الجمعة، 26 فبراير 2010

البابا شنودة لم يحضر جنازة بطريرك الكاثوليك حتي لا يضطر للصلاة عليه .. واكتفي بنظرة وداع أخيرة

البابا شنودة لم يحضر جنازة بطريرك الكاثوليك حتي لا يضطر للصلاة عليه .. واكتفي بنظرة وداع أخيرة
جيهان عزمى


دقت الكنائس الكاثوليكية أجراسها حزناً علي توقف دقات قلب البطريرك الكاردينال اسطفانوس الثاني، حصل جسده علي الراحة والهدوء اللذين لم ينعم بهما طوال 23 عاماً ظل خلالها راعياً لشئون الكنيسة.
فارق الكاردينال الحياة لكن صورته باقية تملأ قلوب أبناء طائفته الذين احتشدوا لوداعه قبل أن يحل ضيفاً علي مثوي البطاركة أسفل كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر يوم الجمعة 23 يناير.

كان الأنبا اسطفانوس الثاني قد أصيب بجلطة خفيفة في القلب دخل علي أثرها غرفة العناية المركزة بالمستشفي الإيطالي في 28 نوفمبر الماضي، ظل محتفظاً بوعيه ليومين قبل أن تتوقف دقات قلبه، لم تفلح الصدمات الكهربائية سوي في استعادة نبضات قليلة كانت كافية لمشهد وداع بعدها ظل في الغيبوبة حتي غادر دنيانا في الثلاثاء الماضي وفي اليومين التاليين للوفاة استلقي جسده داخل صندوق زجاجي تم وضعه في كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر ليمنح شعبه بركته قبل الدفن، استمرت الصلوات والقداسات صباحاً ومساءً، اتسع مشهد الوداع للمحبين من مختلف الطوائف، وفد البابا بندكتوس بابا روما وهم: الكاردينال نصر الله صفير بطرك الموارنة بلبنان ومطران أبي جودة ومنسينيور توما حليم سكرتير سفارة الفاتيكان بلبنان وثلاثة من أعضاء مجمع الكنائس الشرقية بروما.

جاء مشهد الوداع ليطوي واحدة من أهم صفحات الكنيسة الكاثوليكية التي تختصر مسيرة عمر حافلة بالحب والعطاء حتي اللحظات الأخيرة، لن ينسي له شعبه سؤاله عنهم وهو في أشد لحظات المرض، كان يكتب لهم حين يعجز عن الكلام، كان يبتسم في وجه الجميع حتي في أشد لحظات الألم، هكذا عاش حتي أراد له الرب حياة أخري.

توقفت في دنيانا مسيرة «غطاس أندروس» صاحب لقب «اسطفانوس الثاني» ابن قرية الشيخ «زين» التابعة لمركز طهطا بمحافظة سوهاج، هناك ولد في 16 يناير 1920 لعائلة قبطية كاثوليكية فقيرة، وتقية، التحق بالإكليريكية في 1929، درس العلوم الثانوية بمدرسة العائلة المقدسة للآباء اليسوعيين بالقاهرة، اختاره رؤساؤه ليتلقي الفلسفة اللاهوتية في كلية انتشار الإيمان بروما وتمت رسامته كاهنا في 25 مارس 1944، عاد من روما ليدرس الفلسفة في المدرسة الإلكيريكية الكبري بمدينته طهطا، ثم طنطا، سمح له رؤساؤه أن ينتمي لرهبانية الآباء اللعازريين.. استمرت الرحلة إلي أن انتخبه السينودس البطريركي في 9 يونيو 1986 بالإجماع ليصبح البطرك وتم تجليسه علي السدة المرقسية في 12 يوليو 1986 متخذاً اسم «اسطفانوس الثاني».

ومنحه البابا يوحنا بولس الثاني رتبة الكاردينال في 21 فبراير 2001.

رحلة عطائه بدأت من تلك اللحظة واستمرت إلي مشهد النهاية راعيا لأمور الكنيسة وعاونه في ذلك الأنبا انطونيوس نجيب الذي أصبح بطرك الكنيسة الكاثوليكية وهو من كان يرعي الجانب الإداري للطائفة حتي وفاة الكاردينال اسطفانوس الثاني.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق